في تصعيد خطير وممنهج، شنت مجموعات من المستوطنين، مساء اليوم السبت، سلسلة هجمات متزامنة استهدفت منازل وممتلكات الفلسطينيين في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، شملت محافظات الخليل وبيت لحم والقدس.
وتشير هذه الهجمات في تزامنها وتوسعها الجغرافي، إلى مستوى جديد من التنسيق والتجرؤ، فضلا عن تسجيل حادثة خطيرة منعت فيها قوات الاحتلال طواقم الإسعاف من الوصول إلى مصاب، مما يحول هذه الاعتداءات من مجرد أعمال عنف فردية إلى استراتيجية ترهيب منظمة تحظى بحماية رسمية.
تأتي هذه الموجة من الهجمات في سياق تصاعد غير مسبوق في عنف المستوطنين منذ أكثر من عام، والذي وصل إلى مستويات قياسية في الضفة الغربية المحتلة.
ويغذي هذا التصعيد خطاب سياسي متطرف من قبل وزراء في حكومة الاحتلال، والذين يوفرون غطاء سياسيا وقانونيا لهذه الممارسات.
ويرى المراقبون أن هذه الهجمات ليست عشوائية، بل تخدم هدفا استراتيجيا يتمثل في ترهيب التجمعات السكانية الفلسطينية، خاصة تلك الواقعة في مناطق "ج" الخاضعة للسيطرة الأمنية للاحتلال، بهدف تهجيرهم قسرا وتوسيع السيطرة الاستيطانية على أراضيهم.
وتتكرر الاتهامات لجيش الكيان بالتقاعس عن حماية الفلسطينيين، بل وفي كثير من الأحيان، توفير الحماية للمستوطنين المهاجمين، مما يخلق بيئة من الإفلات التام من العقاب.
التفاصيل:
شهدت الساعات القليلة الماضية سلسلة من الاعتداءات الموثقة التي نفذها مستوطنون في مناطق مختلفة، وجاءت على النحو التالي:
شمال الخليل: هاجم مستوطنين على منازل المواطنين الفلسطينيين في منطقة القرينات التابعة لبلدة صوريف، مما أثار حالة من الهلع بين السكان، خاصة الأطفال والنساء.
جنوب شرق بيت لحم: في هجوم متزامن، هاجمت مجموعة أخرى من المستوطنين منازل الفلسطينيين في قرية المنيا. وتطور هذا الاعتداء ليصبح أكثر خطورة، حيث أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بأن قوات الاحتلال منعت طواقم الإسعاف التابعة له من الوصول إلى أحد المصابين الذي تعرض لاعتداء جسدي من قبل المستوطنين، في انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي.
شمال القدس: لم تقتصر الهجمات على الاعتداء الجسدي، بل شملت إضرام الحرائق، حيث أضرم مستوطنون النار في تجمع خلة السدرة البدوي قرب بلدة مخماس.
ويعد استهداف التجمعات البدوية تحديدا جزءا من سياسة ممنهجة لتفكيك هذه المجتمعات وتهجيرها من أراضيها الرعوية.
ربط بالمسار العام والتطورات الدولية
الهجمات المتزامنة لا يمكن فصلها عن المسار العام للسياسة الإسرائيلية في الضفة الغربية، والتي تهدف إلى تقويض أي فرصة لإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة عبر خلق واقع استيطاني يصعب تغييره.
وتأتي هذه الأحداث لتؤكد فشل المجتمع الدولي في توفير حماية حقيقية للشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، رغم الإدانات المتكررة والعقوبات الرمزية التي فرضتها بعض الدول على عدد من المستوطنين المتطرفين.

0 تعليق