تاريخ مواجهات برشلونة وريال مدريد .. قبل مباراة الكلاسيكو - الأول نيوز

ملحمة الأرقام القياسية: "كلاسيكو الأرض" يتأهب للفصل الـ 262 في صراع تاريخي على هيمنة الليغا

تترقب جماهير كرة القدم وعشاقها حول العالم بشغف بالغ لحظة انطلاق "كلاسيكو الأرض" المنتظر، الذي يجمع الغريمين التقليديين ريال مدريد وبرشلونة يوم الأحد.

---

هذه المواجهة، التي تحمل الرقم 262 في تاريخ المواجهات الرسمية، ليست مجرد مباراة نقاط، بل هي لقاء شرس محمل التنافس على صدارة الدوري الإسباني (الليغا)، كما أنها تلقي الضوء على واحدة من أقدم وأشرس المواجهات في تاريخ كرة القدم العالمية.

في الوقت الذي يستعد فيه الفريقان لمعركة تكتيكية جديدة بين المدربين، تبقى الأرقام القياسية شاهدا على تقارب مذهل في مستوى ونتائج الناديين العريقين على مر العقود، مما يجعل كل كلاسيكو بمثابة فصل جديد يكتب بدم التنافس.

تاريخ المواجهات الكلية: توازن يكاد يكون مطلقا (261 فصلا من الإثارة)

خاض الفريقان حتى الآن 261 مواجهة رسمية في جميع البطولات، ويعد الفارق بينهما ضئيلا للغاية، ما يؤكد حجم الصراع والندية المستمرة. يتفوق ريال مدريد (اللوس بلانكوس) على غريمه بتحقيق 105 انتصار، مسجلا 440 هدفا في شباك برشلونة.

في المقابل، يمتلك برشلونة (البارسا) في سجله 104 انتصار، وقد سجل لاعبوه 435 هدفا في مرمى النادي الملكي. هذا التوازن المذهل يكتمل بـ 52 مباراة انتهت بالتعادل بين الفريقين.

هذه الإحصائيات تؤكد أن التفوق الملكي لا يتعدى انتصارا وحيدا وخمسة أهداف مسجلة أكثر، مما يجعل كلاسيكو الغد بمثابة المعركة التي قد تعيد التوازن الكلي إلى نقطة الصفر أو توسع الفارق الضئيل بينهما.

التنافس في البطولة الأهم: الليغا

في الدوري الإسباني، البطولة التي تعبر عن نفس طويل واستمرارية في الأداء، التقى الفريقان عبر السنوات في 190 كلاسيكو. هذا العدد الضخم من المواجهات يعكس تقاربا فنيا لافتا، لكن الأفضلية التاريخية تظل تميل قليلا لصالح نادي العاصمة:

سجل ريال مدريد تفوقا طفيفا، حيث فاز في 79 مباراة في الليغا. في المقابل، فاز البلوغرانا في 76 مباراة. انتهت 35 مواجهة بالتعادل.

يعد هذا الفارق الضئيل دليلا على أن كل مواجهة في الدوري هي معركة قائمة بذاتها، وأن التفوق اللحظي للفريق قد يمنحه نقطة تفوق إضافية في سجل المواجهات العامة.

موازين القوى في البطولات الكأسية

تختلف موازين القوى بين الغريمين عند الانتقال إلى منافسات الكؤوس المحلية التي تعتمد على الإقصاء المباشر وتتطلب جاهزية ذهنية خاصة:

1. كأس ملك إسبانيا: سيطرة كتالونية في البطولة الملكية (كأس الملك)، يقلب برشلونة الطاولة ويسيطر على الأفضلية التاريخية في المواجهات المباشرة، حيث التقيا في 37 مواجهة.

انتصر النادي الكتالوني في 16 مباراة برصيد 69 هدفا، بينما حقق نادي العاصمة الفوز في 13 مباراة برصيد 62 هدفا، وتعادلا في 8 مباريات.

2. السوبر الإسباني: التفوق للميرنجي في السوبر الإسباني، يفرض ريال مدريد سيطرة واضحة على التاريخ.

ففي 17 لقاء جمع بينهما، فاز الميرنجي بـ 10 مباريات، مقابل 5 مواجهات فقط فاز بها البارسا، فيما تعادل الفريقان في مباراتين.

ذاكرة النتائج القاسية: أكبر الانتصارات

تاريخ الكلاسيكو لا ينسى النتائج الساحقة التي بقيت محفورة كدليل على حدة التنافس والندية المطلقة:

أكبر انتصار لريال مدريد: يعود إلى يونيو 1943، حين حقق اللوس بلانكوس فوزا تاريخيا ومذلا لجاره اللدود في كأس الملك، بنتيجة قاسية هي 11 هدفا مقابل هدف وحيد للنادي الكتالوني، ويعد هذا الفوز هو أكبر انتصار في تاريخ مواجهات الكلاسيكو على الإطلاق. أكبر انتصار لبرشلونة: كان الثأر الكتالوني قويا عام 1950 في منافسات الليغا، حين سجل البارسا 7 أهداف في شباك الميرنجي مقابل هدفين فقط، لتنتهي المباراة بنتيجة 7-2، ويعد هذا أكبر فوز حققه البلوغرانا على ريال مدريد في الليغا حتى الآن.

كلاسيكو الأحد: معركة الصدارة تحت قيادة المدربين الجدد

لا يمكن اعتبار كلاسيكو الأحد مباراة عادية، خاصة وأنها تحمل طابع "كلاسيكو المدربين" للمرة الأولى بين الإسباني تشابي ألونسو والألماني هانز فليك.

بالنسبة لكتيبة تشابي ألونسو، تمثل المباراة معركة لرد الاعتبار وتأكيد الهيمنة داخل معقل "سانتياغو برنابيو"، والمضي قدما في تعزيز الصدارة.

أما عن كتيبة هانز فليك، فهم على استعداد لمواجهة شرسة هدفها الرئيسي هو اختطاف عرش الصدارة وتضييق الخناق على النادي الملكي، بالرغم من غيابات النجوم المؤثرة.

وفي ظل التنافس المحتدم والتقارب التاريخي، فإن كلاسيكو الأحد هو وعد بليلة كروية استثنائية ستضيف فصلا جديدا ومثيرا إلى سجل هذه الملحمة الكروية التي لا تتوقف.