وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، السبت، إنذارا مباشرا لحركة حماس، مطالبا إياها بالبدء في إعادة جثث محتجزي الاحتلال خلال الساعات الـ 48 المقبلة.
وأكد ترمب أن الولايات المتحدة ستراقب الوضع عن كثب، محذرا من أنه إذا لم تف حماس بهذا الالتزام، فإن "الدول الأخرى المشاركة في السلام ستتخذ إجراءات".
ورغم هذا التوتر، أبدى ترمب تفاؤلا بشأن صمود اتفاق غزة، معتبرا أن هناك "فرصة جيدة لأن يكون دائما".
اتفاق هش وملف معقد
تأتي هذه المهلة الأمريكية بعد أسبوعين من دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، والذي تم التوصل إليه بناء على "خطة ترمب" ذات العشرين نقطة، وتوج بـ"قمة شرم الشيخ للسلام".
وقد أنهى الاتفاق حربا مدمرة استمرت لعامين، وشهدت المرحلة الأولى منه تبادلا ناجحا للمحتجزين الأحياء مقابل مئات الأسرى الفلسطينيين.
ومع ذلك، سرعان ما واجه الاتفاق تحديات كبيرة، خاصة فيما يتعلق بالمرحلة الثانية التي تتضمن إعادة رفات القتلى ونزع سلاح حماس.
وقد تبادل الطرفان الاتهامات بخرق الهدنة، مما استدعى تدخلا أمريكيا مكثفا، تمثل في إنشاء "مركز تنسيق مدني عسكري" بقيادة أمريكية لمراقبة الاتفاق، وزيارة نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس إلى المنطقة هذا الأسبوع لتأكيد التزام واشنطن.
في تصريحاته اليوم، ركز الرئيس ترمب بشكل أساسي على ملف جثامين المحتجزين، الذي يمثل نقطة الخلاف الأبرز حاليا.
وقال ترمب: "على حماس البدء في إعادة جثث الرهائن الإسرائيليين، وسنراقب ذلك خلال الساعات الـ 48 المقبلة".
واعترف ترمب بوجود صعوبات لوجستية، قائلا إن "بعض جثث الرهائن في غزة يصعب الوصول إليها"، لكنه اتهم حماس بالمماطلة المتعمدة فيما يتعلق بالجثامين الأخرى، مضيفا: "لكن يمكن لحماس إعادة البعض الآخر، ولسبب ما لا تفعل ذلك".
وربط ترمب بين استكمال ملف الجثامين وبين الالتزام الأوسع للحركة ببنود الاتفاق، وتحديدا نزع السلاح. وقال: "حماس لم تعد كل جثث الرهائن بعد، وقد يكون ذلك مرتبطا بنزع سلاحها".
"العدل" المشروط والتهديد بإجراءات:
عاد ترمب لتفسير تصريحه السابق بأنه سيعامل الطرفين "بعدل"، موضحا أن هذا العدل مشروط بالالتزام. وقال: "عندما قلت إنني سأعامل حماس والاحتلال بعدل، قصدت أن ذلك ينطبق فقط إذا التزمتا بتعهداتهما".
وحذر ترمب من عواقب عدم التزام حماس بالمهلة المحددة، مشيرا إلى أن الضغط لن يكون أمريكيا بالضرورة.
وقال: "إذا لم تعد حماس ما تبقى من جثث الرهائن، فإن الدول الأخرى المشاركة في السلام ستتخذ إجراءات".
تفاؤل حذر بالسلام الدائم:
على الرغم من هذه اللهجة الحادة تجاه حماس، أبدى ترمب تفاؤلا عاما بشأن مستقبل الاتفاق.
وقال إن "السلام في الشرق الأوسط صامد"، مضيفا: "أعتقد أن هناك فرصة جيدة لأن يكون دائما".
وبهذه المهلة الواضحة، تضع إدارة ترمب ضغطا هائلا على حركة حماس لحسم ملف الجثامين، وتلوح بعواقب قد تشمل إجراءات من دول إقليمية مشاركة في الاتفاق.
وستكون الساعات الـ 48 المقبلة حاسمة لتحديد مصير هذه المرحلة الدقيقة من الاتفاق، ومدى قدرة الوسطاء على إقناع حماس بالاستجابة للمطالب الأمريكية لتجنب انهيار الهدنة الهشة.

0 تعليق