«ميدل إيست آي»: توترٌ متصاعد بين حكومة الدبيبة و«قوة الردع الخاصة» في طرابلس
ليبيا – سلّط موقع «ميدل إيست آي» الضوء على توترات قائمة بين حكومة عبد الحميد الدبيبة و«قوة الردع الخاصة»، واصفًا الأخيرة بأنها آخر جماعة مسلّحة تقف في طريق مساعي الحكومة لبسط السيطرة على غرب البلاد وتعويض فقدان الشرعية.
ميدان التوتر في العاصمة
أشار التقرير إلى مساءات طرابلس المزدحمة، حيث حاول أربعة عناصر من «الردع» عند مدخل سوق الجمعة تنظيم حركة المرور بزيّهم الجديد وبنادق كلاشينكوف مطوّرة، وسط خشية من هجوم محتمل لقوات موالية للدبيبة. ونقل عن أحد العناصر أنهم «هناك لمنع الحوادث وحماية المواطنين»، فيما شدّد ضابط كبير على أن «الردع» لا ترغب في الحرب لكنها «مستعدة للدفاع عن الأنفس».
إعادة تموضع ونفوذ متحوّل
ذكر التقرير سيطرة تشكيلات موالية للدبيبة، منها «اللواء 111» و«اللواء 444 قتال» و«جهاز الأمن العام»، على مناطق نفوذ كانت تحت «جهاز دعم الاستقرار» و«الردع». وبحسب «ميدل إيست آي»، أعادت «الردع» تنظيم صفوفها حول سوق الجمعة.
اتهامات متبادلة ورسائل سياسية
اتهم الضابط الكبير التشكيلات الموالية للحكومة بالتصرف «كالمجرمين»، وأشار إلى عدم إزالة مدافع ودبابات قادمة من مصراتة، خاتمًا بأن «على الدبيبة أن يترك السلطة ويجلب الديمقراطية». في المقابل، قدّم «الردع» نفسها—وفق التقرير—كوحدة تعمل «ضمن إطار القانون»، مع تأكيد فرض عقوبات تأديبية على أي تجاوزات.
قراءات تحليلية متباينة
رأى المحلل ولِفرام لاتشر أن الوضع الأمني لم يتحسّن مع تغييرات الخرائط، معتبرًا أن «جهاز الأمن العام» اكتسب «سمعة سيئة»، وأن الدبيبة ما زال بحاجة إلى «تحييد خصومه» لتمكين قبضته. وبحسب لاتشر، سعت «الردع» لسنوات لتكريس صورة «الوحدة المحترفة» في العاصمة.
على الضفة الأخرى، أكد مسؤول بالمجلس الاجتماعي لسوق الجمعة أن «الردع» «تحمينا من انعدام الأمن أكثر من أي جهة أخرى»، مرحّبًا ببقائها.
الحضور التركي والسماء المراقَبة
قال المحلل جليل حرشاوي إن «لا نزع سلاح ولا انسحاب من القاعدة… صفقة شكلية»، مشيرًا إلى تحركات ضباط أتراك وإقاماتهم في ثكنات مخصصة، وإلى تحليق مسيّرات أنقرة ليلًا فوق طرابلس «تراقب التحركات». وبحسب حرشاوي، «تركيا لا تثق في الدبيبة»، وتتبنّى مبدأ يمنع اندلاع حرب في طرابلس «تحت إشرافها». كما اعتبر أن «الردع» تقع «في منتصف» سلّم الجماعات المسلحة المتورطة في الجرائم المالية، «لا في القمة».
خلاصة المشهد
يوثق «ميدل إيست آي» مشهدًا أمنياًّ معقّدًا: إعادة توزيع للنفوذ داخل العاصمة، «الردع» تعيد التموضع وتسوّق لنفسها كقوة منضبطة، وحكومة تسعى لتثبيت السيطرة عبر تشكيلات حليفة، فيما تبقى السماء—وفق التقرير—بعينٍ تركية ترصد وتمنع الانفجار الشامل.
ترجمة المرصد – خاص
0 تعليق