سجلت أسعار عقود الفضة الآجلة قفزة سعرية قوية في مستهل تداولات الاثنين، حيث ارتفع سعر الأونصة بأكثر من 1.4%، مواصلةً بذلك الزخم الصاعد الذي تشهده أسواق المعادن الثمينة، ومقتربةً من أعلى مستوى لها خلال العام الحالي.
وتأتي هذه القفزة في ظل استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي، وزيادة الطلب على الفضة كملاذ آمن للمستثمرين في الأسواق المالية.
قفزة سعرية قوية في عقود ديسمبر 2025
وفقًا للبيانات الحية للسوق، ارتفع سعر أونصة الفضة لعقود ديسمبر 2025 بمقدار 0.716 دولار، ليصل إلى 50.820 دولارًا أمريكيًا، بنسبة صعود بلغت 1.43% في التعاملات الصباحية المبكرة.
وقد تحرك السعر في نطاق يومي بين 50.090 دولارًا و51.143 دولارًا، مما يعكس الأداء القوي للمعدن الأبيض واستمرارية الاتجاه الصاعد منذ بداية الأسبوع.
ويؤكد المحللون أن المكاسب الحالية تعكس رغبة المستثمرين في التحوط ضد مخاطر التضخم وتقلبات الأسواق المالية، مع التركيز على المعادن الثمينة كأداة آمنة للحفاظ على رأس المال.
التداول قرب القمة السنوية
يضع هذا الارتفاع سعر الفضة على مقربة من أعلى قمة له خلال 52 أسبوعًا، والتي تبلغ 53.765 دولارًا للأونصة، مما يجعل المعدن في مرمى أنظار المستثمرين والمتداولين الذين يتابعون الأسعار عن كثب لاختيار الوقت المناسب للبيع أو زيادة المراكز.
ويشير خبراء الأسواق إلى أن تداول الفضة قرب هذا المستوى يعكس قوة الطلب على المعدن الأبيض، الذي يعتبر ملاذًا آمنًا في أوقات التوتر الاقتصادي والجيوسياسي.
العوامل المؤثرة في ارتفاع الفضة
يربط خبراء الأسواق المالية هذا الارتفاع بعدة عوامل أساسية، أبرزها التوترات الاقتصادية العالمية المستمرة، وما يرافقها من مخاوف على النمو الاقتصادي، مما يعزز الإقبال على الفضة والذهب كأصول تحوطية آمنة.
كما أن ضعف الدولار الأمريكي نسبيًا ساهم في زيادة الطلب على الفضة، إذ تجعل قيمة المعدن المقومة بالدولار أكثر جاذبية للمستثمرين حول العالم.
ويُضاف إلى ذلك عامل التضخم، حيث تترقب الأسواق صدور بيانات هامة لمؤشر أسعار المستهلكين، والتي ستلعب دورًا محوريًا في تحديد السياسات النقدية المستقبلية للبنوك المركزية.
وفي حال جاءت هذه البيانات أضعف من التوقعات، فقد يدفع ذلك المتعاملين إلى زيادة المراكز في المعادن الثمينة بما فيها الفضة، ما يدعم استمرار الزخم الصاعد.
التحليل الفني للفضة
تشير التحليلات الفنية إلى أن مستوى 51 دولارًا يُعتبر حاجزًا نفسيًا مهمًا للفضة، حيث يمثل نقطة مقاومة قوية يجب تجاوزها لاختبار القمة السنوية عند 53.765 دولارًا للأونصة.
كما تمثل مستويات الدعم عند 50 دولارًا تقريبًا قاعدة مهمة لحماية المكاسب الحالية من أي تصحيح محتمل، وتوفر نقطة ارتكاز للمتداولين لتقليل المخاطر.
وتؤكد التوقعات أن استمرار الفضة فوق مستويات 50 دولارًا يعكس قوة الطلب على المعدن، خصوصًا في ظل استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي والسياسي العالمي.
ويشير المحللون إلى أن المستثمرين والمتداولين يراقبون الأسواق عن كثب، متوقعين أن تحدد بيانات التضخم ومؤشرات الاقتصاد الأمريكية الخطوة التالية للمعدن الأبيض في تداولات الأسبوع الحالي.
خلاصة وتحليل مستقبل الفضة
في ضوء المكاسب القوية التي سجلتها الفضة صباح اليوم الاثنين، من المتوقع أن يواصل المعدن صعوده قرب المستويات المرتفعة، مدعومًا بحالة عدم اليقين في الأسواق، وقوة الطلب على المعادن الثمينة.
ويظل السؤال المركزي للمستثمرين والمتعاملين هو ما إذا كانت الفضة قادرة على اختراق القمة السنوية وتسجيل مستويات قياسية جديدة، أم أن الأسعار ستشهد تصحيحًا طفيفًا بعد المكاسب الحالية.
ويستمر المتابعون في مراقبة العوامل الاقتصادية العالمية، بما في ذلك أداء الدولار الأمريكي، ومعدلات التضخم، والتوترات الجيوسياسية، والتي جميعها تؤثر بشكل مباشر على تحركات أسعار الفضة في الأسواق العالمية.
0 تعليق