كثّفت قوات الاحتلال من اقتحاماتها لمدن وبلدات الضفة الغربية، فجر اليوم الأحد، حيث داهمت بلدة بيت فوريك شرق نابلس، وقامت بتبليغ عائلات الأسرى المقرر الإفراج عنهم ضمن صفقة التبادل الأخيرة، بمنع إقامة أي مظاهر للاحتفال أو الفرح
صفقة تبادل
تأتي هذه الاقتحامات في وقت يترقب فيه الشارع الفلسطيني بفارغ الصبر بدء تنفيذ عملية تبادل الأسرى والمحتجزين يوم الاثنين، والتي تُعتبر جزءاً أساسياً من اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه لإنهاء الحرب في غزة.
ومن المقرر أن يتم بموجب الصفقة الإفراج عن نحو ألفي أسير فلسطيني، بينهم أصحاب محكوميات عالية.
تفاصيل الاقتحامات والتهديدات
أفادت مصادر محلية بأن قوات كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت بلدة بيت فوريك، وتوجهت إلى منازل عدد من الأسرى الذين وردت أسماؤهم ضمن القوائم الأولية للمفرج عنهم.
وقامت قوات الاحتلال بتبليغ العائلات بشكل مباشر بوجود أوامر تمنع منعاً باتاً إقامة أي شكل من أشكال الاحتفال، وشملت التعليمات ما يلي:
منع التصوير لعملية استقبال الأسرى.
منع إقامة أي مراسم للفرح أو تجمعات احتفالية.
منع رفع الأعلام والرايات الفلسطينية أو رايات الفصائل.
وأكدت المصادر أن هذه الإجراءات لم تقتصر على بيت فوريك، بل شملت أغلب الاقتحامات التي جرت في مختلف مدن وبلدات الضفة الغربية خلال الساعات الماضية، حيث كان الهدف الرئيسي هو إيصال هذه الرسالة التحذيرية.
يعكس هذا الإجراء قلقاً عميقاً لدى سلطات الاحتلال من الصور والمشاهد الاحتفالية التي سترافق الإفراج عن الأسرى.
ويرى محللون أن الاحتلال يسعى من خلال هذه التهديدات إلى منع ظهور أي "صورة نصر" للفلسطينيين، والتي قد تُستخدم لتأكيد أن المقاومة نجحت في فرض شروطها.
وتثير هذه الإجراءات القمعية تساؤلات حول مدى التزام الاحتلال بتهيئة الأجواء الإيجابية لتنفيذ الاتفاق، وتضع ضغطاً إضافياً على الوسطاء لضمان سير عملية الإفراج بسلاسة ودون استفزازات.
كما تهدف هذه الخطوة إلى محاولة كسر الروح المعنوية لدى الشارع الفلسطيني، وتقويض الأثر الوطني الكبير الذي يمثله تحرير الأسرى.
ترقب حذر في ظل إجراءات قمعية
في المحصلة، بينما ينتظر الفلسطينيون عودة أبنائهم بفارغ الصبر، تأتي هذه الإجراءات لتنغص فرحتهم وتؤكد استمرار سياسات القمع حتى في سياق تنفيذ اتفاق سلام.
ويبقى الترقب سيد الموقف لما سيشهده يوم غدٍ الاثنين، والذي من المفترض أن يكون يوماً للفرحة والحرية، لكنه الآن بات محفوفاً بالتوتر والمخاوف من أي مواجهات قد تفرضها سلطات الاحتلال لمنع الفلسطينيين من التعبير عن سعادتهم.
أظهر مقطع مصور مشاهد صادمة لعمليات تنكيل وإذلال يمارسها عناصر أمن الاحتلال بحق أسرى فلسطينيين، يتم تجميعهم في سجن النقب الصحراوي تمهيداً للإفراج عنهم.
نشر "مكتب إعلام الأسرى"، مساء السبت، مقطع الفيديو الذي نُقل عن وسائل إعلام عبرية، ويظهر فيه مجموعة من الأسرى الفلسطينيين مقيدي الأيدي إلى الخلف، وهم يسيرون في طابور معصوبي الأعين ورؤوسهم منحنية، بينما يحيط بهم جنود وعناصر من شرطة الاحتلال.
0 تعليق