Published On 9/10/20259/10/2025
|آخر تحديث: 08:35 (توقيت مكة)آخر تحديث: 08:35 (توقيت مكة)
مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في الكاميرون المقررة في 12 أكتوبر/تشرين الأول، يتنافس كل من عيسى تشيروما باكاري وبيلو بوبا مايغاري على كسب تأييد الناخبين في المنطقتين الناطقتين بالإنجليزية، الشمال الغربي والجنوب الغربي، وهما منطقتان يعوّل عليهما أيضًا المرشح المعارض جوشوا أوسيه.
وبعد فشل مفاوضات المعارضة، لا سيما بين تشيروما عن حزب الجبهة من أجل خلاص الكاميرون، ومايغاري رئيس الوزراء السابق عن حزب الاتحاد الوطني من أجل الديمقراطية والتقدم، تحوّل التركيز إلى بناء التحالفات قبل موعد الاقتراع.

الوزيران السابقان يسعيان للظهور كمرشح توافقي للمعارضة في مواجهة الرئيس بول بيا، وقد ركزا حملتيهما في المنطقتين الناطقتين بالإنجليزية، اللتين تضمان نحو مليون ناخب مسجل، أي أكثر من 10% من إجمالي الناخبين في البلاد.
كما تواصل باكاري ومايغاري مع 3 مرشحين معارضين آخرين لا يزالون في السباق.
مايغاري.. مرشح التوحيد
يبدو أن مايغاري -رئيس حزب الاتحاد الوطني من أجل الديمقراطية والتقدم ووزير السياحة السابق- يتمتع بأفضلية في سباق التأييد، إذ حصل في 28 سبتمبر/أيلول الماضي على دعم المحامي البارز أكيري مونا، كما نال قبل ذلك تأييد الناشط المدني المعروف سيتا كاكستون أتيكي.
ورغم بقاء اسمي مونا وأتيكي على أوراق الاقتراع، فإنهما يشاركان في الحملة إلى جانب مايغاري، لكن يبقى السؤال: هل ينجح هذا التحالف في تحويل "الصوت الأنغلوفوني" لصالح رئيس الوزراء السابق؟
مونا، الذي انسحب أيضا في انتخابات 2018 لدعم المعارض المخضرم موريس كامتو، يواجه انتقادات بسبب دعمه المتأخر لمايغاري، إذ يشعر بعض مؤيديه بالخيانة، معتبرين أن قراره أضعف حضور المرشحين الناطقين بالإنجليزية.

وقد برر مونا موقفه بقوله إنه تأثر بـ"دموع الناس"، مؤكدًا ضرورة "الاتحاد أو الفناء"، لكن حلفاء سابقين له، بينهم رئيس حزب يوني بروسبر نكو مفوندو، وصفوا قراره بـ"الانتهازية".
إعلان
وتشير مصادر إلى أن مونا انضم إلى مايغاري طمعا في منصب رئيس الوزراء، بينما عرض عليه حزب تشيروما منصبًا وزاريًا فقط.
ويرى مؤيدوه أن مونا قادر على جذب دعم النخب الحضرية والطبقة الوسطى بفضل مكانته الدولية وخطابه الإصلاحي، لكن منتقديه يشيرون إلى شعبيته المحدودة في بعض الأوساط، خاصة بعد نجاته من محاولة اختطاف خلال جنازة شقيقه برنارد مونا، يُعتقد أن انفصاليين من "أمبازونيا" كانوا وراءها.
مونا وأتيكي.. صناع قرار؟
يرى محللون أن مونا قد ينجح في تجاوز الانقسامات الحزبية، خاصة في المناطق الحضرية التي تسودها شكوك تجاه الأحزاب التقليدية.

وقال أحد أنصار المعارضة "عندما علمت أن أتيكي يترشح، أدركت أن الأمر سيكون صعبًا لأي مرشح معارض في المناطق الناطقة بالإنجليزية. لهذا بذل مايغاري، بتوجيه من سيليستين بيدزيغوي، كل ما في وسعه لضمه إلى حملته".
ورغم ذلك، يبقى الصوت الأنغلوفوني محل تنافس شديد، فالمرشح جوشوا أوسيه عن الجبهة الديمقراطية الاجتماعية يسعى للحفاظ على قاعدته المحلية، بعد أن حصل في انتخابات 2018 على 12.7% من الأصوات في الجنوب الغربي و10.4% في الشمال الغربي.
تشيروما.. مرشح أمبازونيا؟
تشيروما لم يغِب عن المشهد، ففي مدينة باميندا، عاصمة منطقة الشمال الغربي المضطربة، تم التوصل في 27 سبتمبر/أيلول إلى اتفاق مبدئي بين "اتحاد التغيير" الداعم له وعدد من القادة الانفصاليين.
الاتفاق ينص على تعليق "أيام الشلل المدني" المعروفة بـ"المدن الشبح" من 11 إلى 13 أكتوبر/تشرين الأول، لإتاحة الفرصة للناخبين الأنغلوفونيين للإدلاء بأصواتهم.

وجاء في الوثيقة أن "المدن الشبح ستُرفع جزئيا للسماح بالتصويت لتشيروما".
في المقابل، تعهد تشيروما بالإفراج عن معتقلين مرتبطين بالأزمة الأنغلوفونية، والدخول في مفاوضات مباشرة مع القادة الانفصاليين.
ولا يزال من الصعب تقييم تأثير هذا الاتفاق في مناطق يُتوقع أن تكون نسبة المشاركة فيها منخفضة، وقد زار تشيروما في 4 و5 أكتوبر/تشرين الأول مدن بويّا وليمبي لتأكيد التزامه بإحلال السلام.
وتحدث عن حواراته المستمرة مع قادة انفصاليين، بينهم كريس أنو -المقيم في الولايات المتحدة– وشقيق القائد المعروف باسم "المارشال الميداني"، وقد قوبلت تصريحاته بتصفيق حار.
كما قدم تشيروما اعتذارًا علنيًا عن قراراته السابقة حين كان وزيرًا، خاصة في وزارة الإعلام، معترفًا بأنه قلل من شأن مشاكل الأنغلوفونيين في البلاد.
وقال "اليوم أطلب منكم الصفح، أرجو أن تقبلوا اعتذاري".
ويبقى السؤال: هل يكفي هذا لكسب أصوات الناخبين في الشمال الغربي والجنوب الغربي؟
0 تعليق