يُعتبر مروان البرغوثي (66 عاماً) أحد أبرز وأهم الشخصيات السياسية الفلسطينية، وعلى الرغم من قضائه أكثر من عقدين في السجون الإسرائيلية، لا يزال اسمه يتردد بقوة كشخصية محورية قادرة على التأثير في مستقبل القضية الفلسطينية. يطلق عليه أنصاره لقب "مانديلا فلسطين" لتاريخه النضالي الطويل وشعبيته الجارفة التي تتجاوز الانقسامات الفصائلية.
آخر التطورات: البرغوثي وخطة ترامب لوقف الحرب (أكتوبر 2025)
مع الإعلان فجر اليوم الخميس عن التوصل لاتفاق حول المرحلة الأولى من الخطة التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف الحرب في غزة، أصبح مصير مروان البرغوثي نقطة محورية وشديدة التعقيد في المفاوضات. وإليك خلاصة الوضع الراهن:
هل سيتم الإفراج عنه؟ الإجابة حتى هذه اللحظة هي أن مصيره يمثل عقبة رئيسية. حركة حماس، وفقاً لمصادر متعددة ومسؤولين فيها، تصر على إدراج اسم مروان البرغوثي على رأس قائمة الأسرى المطلوب الإفراج عنهم، وترى في ذلك مطلباً أساسياً.
هل ستوافق تل أبيب؟ الموقف الإسرائيلي الرسمي يرفض ذلك بشكل قاطع. حيث أكدت مصادر إسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تعهد لشركائه في الائتلاف الحكومي، مثل إيتمار بن غفير، بأن "رموز الإرهاب، وعلى رأسهم البرغوثي" لن يتم إطلاق سراحهم في أي مرحلة من مراحل الاتفاق.
هل ستتوقف الحرب؟ الإعلان الحالي يتعلق باتفاق على هدنة مؤقتة وبدء المرحلة الأولى من الخطة، وليس إعلاناً بإنهاء الحرب. رغم التوصل للاتفاق في مفاوضات شرم الشيخ، لم يتم تحديد ساعة الصفر لبدء وقف إطلاق النار بعد، والعمليات العسكرية الإسرائيلية، وإن تراجعت وتيرتها ترقباً للتنفيذ، لم تتوقف بالكامل بعد. الجيش الإسرائيلي يستعد لما وصفه بـ"إعادة الانتشار" تمهيداً لتنفيذ الاتفاق.
لذلك، ورغم أن الاتفاق يمثل تقدماً كبيراً، فإن قضية الإفراج عن البرغوثي وأسرى آخرين من أصحاب المحكوميات العالية لا تزال نقطة خلاف جوهرية قد تؤثر على مستقبل المفاوضات في مراحلها اللاحقة.
من هو مروان البرغوثي؟
النشأة والتعليم: ولد مروان البرغوثي في 2 يونيو 1959 في قرية كوبر بالقرب من رام الله. انخرط في حركة فتح في سن الخامسة عشرة. حصل على شهادة البكالوريوس في التاريخ والعلوم السياسية، ثم الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة بيرزيت.
الصعود في حركة فتح: تدرج البرغوثي في صفوف الحركة، وأصبح أمين سرها في الضفة الغربية بعد عودته عام 1994.
عضوية المجلس التشريعي: في عام 1996، انتُخب عضواً في المجلس التشريعي الفلسطيني، وحاز على شعبية واسعة لانتقاده العلني لاتفاقيات أوسلو والفساد داخل السلطة الفلسطينية.
دوره في الانتفاضتين والاعتقال
الانتفاضة الأولى (1987-1993): كان قائداً ميدانياً بارزاً، مما أدى إلى اعتقاله وإبعاده. الانتفاضة الثانية (2000): برز كأحد أهم قادتها. اتهمته إسرائيل بتأسيس "كتائب شهداء الأقصى"، وتوجيه هجمات ضد أهداف إسرائيلية. الاعتقال والمحاكمة: في 15 أبريل 2002، اعتقلته القوات الإسرائيلية. رفض الاعتراف بشرعية المحكمة، وفي 20 مايو 2004، حكمت عليه بخمسة أحكام بالسجن المؤبد و40 عاماً.البرغوثي من داخل السجن: رمز سياسي مؤثر
لم يغب تأثير البرغوثي السياسي رغم سجنه، فقد حافظ على حضوره من خلال:
الموقف الإسرائيلي والدولي
إسرائيل: تعتبره "إرهابياً" مسؤولاً عن مقتل إسرائيليين. الموقف الإسرائيلي الحالي، كما ذكرنا، يرفض بشدة إطلاق سراحه ضمن صفقة تبادل الأسرى الجارية، ويعتبر ذلك "خطاً أحمر". فلسطينياً: يُنظر إليه على أنه رمز للوحدة والنضال. وتطالب جميع الفصائل بإطلاق سراحه، معتبرة أن أي صفقة لا تشمله هي صفقة منقوصة. دولياً: يُنظر إليه كشخصية سياسية أساسية لحل الصراع، وقد انطلقت حملات دولية تطالب بالإفراج عنه.
يمثل مروان البرغوثي حالة فريدة لسياسي أسير يتمتع بنفوذ وشعبية تفوقان العديد من القادة الأحرار. ومع تطورات اليوم، أصبح اسمه ليس فقط رمزاً للنضال الفلسطيني، بل أيضاً اختباراً حقيقياً لمدى جدية الأطراف في التوصل إلى اتفاق شامل. فبينما يمثل الإفراج عنه مطلباً فلسطينياً جامعاً، يشكل رفض إسرائيل القاطع لذلك عقبة قد تنسف الجهود الرامية للانتقال من هدنة مؤقتة إلى سلام دائم.
0 تعليق