Published On 11/11/202511/11/2025
|آخر تحديث: 09:46 (توقيت مكة)آخر تحديث: 09:46 (توقيت مكة)
تعمدت قوات الاحتلال الإسرائيلي تدمير المباني الأثرية في قطاع غزة وتغييب معالم تعود إلى مئات السنين، بهدف طمس الهوية الفلسطينية وإخفاء التراث الممتد لعهود قديمة، في إطار حرب الإبادة التي شنتها على مدار العامين الماضيين.
وكشف وقف إطلاق النار في غزة حجم الضرر الذي لحق بالمواقع الأثرية، وكيف سرقت إسرائيل قطعا أثرية، وكانت سببا في اختفائها دون معرفة مصيرها.
وقال مدير عام وزارة السياحة والآثار في غزة زكريا الهور إن الجيش الإسرائيلي دمر 316 موقعا ومبنى أثريا كليا وجزئيا يعود معظمها إلى العصر المملوكي قبل 7 قرون والعثماني الذي بدأ عام 1517 ميلادي، وأخفى تحت ركامها قيمة دينية وثقافية واجتماعية تؤكد تاريخ وأصالة الشعب الفلسطيني ومدى تمسكه بأرضه.
سرقة الآثار
وعدّد الهور في حديث خاص للجزيرة نت أبرز المباني التي دمرها الاحتلال، ومنها المسجد العمري الكبير الذي يعود إلى العهد الراشدي في القرن السابع الميلادي، وقصر الباشا الذي أمر ببنائه السلطان المملوكي الظاهر بيبرس عام 1260 ميلادي، وقد تحول في السنوات الأخيرة إلى متحف يضم قطعا أثرية نادرة فُقدت خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة.
ودمر الجيش الإسرائيلي حمام السمرة التاريخي الذي يعود إلى القرن الـ14 الميلادي، وسباط العلمي الذي يمثل رمزا للتاريخ المعماري المملوكي في غزة، وكنيسة بيرفيريوس التي تعد من أقدم كنائس فلسطين وتمثل تحفة معمارية بيزنطية تعود إلى القرن الخامس الميلادي، ومسجدي الظفردمري وابن عثمان، والعديد من المساجد والمباني الأثرية.
وأوضح الهور أن معظم المقتنيات الأثرية المهمة كانت داخل متحف قصر الباشا، واختفت بعد حصار الجيش الإسرائيلي واجتياحه البلدة القديمة بمدينة غزة، وتدميره المتحف بالكامل، وبعد انسحابهم من المكان والبحث بين الركام لم يجدوا أي قطعة أثرية.
إعلان
وأشار إلى أن المتحف كان يضم أكثر من 20 ألف قطعة أثرية تعود إلى حقب تاريخية مختلفة منذ ما قبل الميلاد وحتى العصر العثماني.
ولفت مدير عام وزارة السياحة والآثار إلى أن المعروضات التي فُقدت من المتحف ذات أهمية وقيمة أثرية كبيرة، سواء لعامة الشعب الفلسطيني أو للمتحف نفسه، إذ تحاكي كل قطعة حقبة زمنية قديمة.
وشدد على أن الاحتلال كان معنيا بهدم قصر الباشا بهدف تغييب الجيل الصغير عن تاريخه ومحاولة طمس الهوية الفلسطينية.
وأشار الهور إلى أن الاحتلال سبق له أن قام بمثل هذه الأعمال من خلال سرقته بعض المواقع الأثرية مثل موقع تل أم عامر في وسط القطاع، والذي يعد من أهم المواقع التاريخية المسيحية في فلسطين.

محاولات للترميم
بدأت وزارة السياحة والآثار العمل على جلب مشاريع بهدف تقديم ما وصفها الهور بـ"الإسعافات الأولية الطارئة" للمواقع الأثرية المدمرة، وذلك لصعوبة إنقاذها وإعادة ترميمها في المرحلة الحالية بسبب منع الاحتلال إدخال مواد البناء اللازمة للترميم.
وتُجري الوزارة اتصالاتها مع المؤسسات المحلية والدولية من أجل ترميم وإعادة إعمار المباني الأثرية التي تضررت بفعل القصف المتواصل على قطاع غزة، والتي تحتاج إلى مبالغ مالية تقدر بـ50 مليون دولار.
ويحتاج إنقاذ وإعادة ترميم المباني الأثرية إلى جهود مؤسسات عربية ودولية مختصة تضم خبراء في هذا المجال، للحفاظ على الإرث التاريخي الذي تحمله هذه المعالم.
" frameborder="0">
تدمير السياحة
وفي القطاع السياحي الذي تشرف عليه وزارة السياحة والآثار في غزة دمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي جميع المنشآت السياحية من فنادق ومتنزهات ومرافق ترفيهية، سواء كليا أو جزئيا.
وقال الهور إن جيش الاحتلال دمر ما يقارب 85% من إجمالي المنشآت السياحية في قطاع غزة تدميرا شاملا و10% تدميرا جزئيا، في حين طالت باقي المرافق أضرار متوسطة نتيجة حرب الإبادة على قطاع غزة.
وبلغت الخسائر الأولية التي لحقت بالقطاع الترفيهي والفندقي نحو ملياري دولار نتيجة الدمار الهائل الذي لحق بالفنادق والشاليهات والمنتجعات السياحية والمتنزهات ومكاتب السياحة والسفر.
وأشار الهور إلى أن أكثر من 7 آلاف عامل في المجال السياحي فقدوا وظائفهم وانضموا إلى صفوف البطالة، وهم يشكلون ما نسبته 7% من مجمل الأيدي العاملة في قطاع غزة.
ورغم الضرر البليغ الذي أصاب القطاع السياحي في غزة فإن الهور لفت إلى سعيهم لإعداد ورشة عمل مع المجتمع والمرافق السياحية والمؤسسات ذات العلاقة من خلال خطط لإعادة النهوض بالقطاع الحيوي من جديد.

0 تعليق