أعذار الأم ودموع الأب: صراع التواصل في ملف الحضانة يطرحه بين قوسين - الأول نيوز

سلطت حلقة جديدة من الموسم الجديد لبرنامج "بين قوسين"، الذي يبث عبر شاشة قناة "رؤيا" كل جمعة في تمام الساعة السابعة مساء بتوقيت الأردن، ويقدمه الإعلامي أشرف قرطام، الضوء على إحدى القضايا الاجتماعية والقانونية الأكثر إيلاما وحساسية في مجتمعاتنا، وهي قضية حضانة الأطفال وحق الأب في مشاهدة أبنائه بعد الانفصال.

وقد استضاف البرنامج حالة، تظهران الجانب الإنساني المتضرر من جراء النزاعات العائلية، وتثيران التساؤلات حول فجوات التطبيق القانوني التي تفاقم من معاناة الآباء والأمهات على حد سواء.

معاناة الأب المحروم في مواجهة أعذار الوصال

روى "فادي" قصته المريرة إثر انفصاله عن زوجته، حيث شكل الحرمان من رؤية بناته أكبر محنة واجهته. وبنبرة مثقلة بالحسرة واليأس، أوضح فادي أنه لم يجتمع ببناته منذ حوالي ثلاث سنوات، مشددا على أن هذا الشعور بالعزلة عن فلذات كبده "صعب للغاية" ويشكل قطعا لوصال أساسي في حياة أي أب.

صراع الهوية

وأشار فادي إلى حكم قضائي سابق كان يتيح له مقابلة بناته لخمسة أيام فقط شهريا.

وخلال تلك الأيام المعدودة، كان يضطر إلى "تعريفهم وتذكيرهم بنفسه كأب"، مرجعا ذلك إلى أن غيابه الطويل قد يجعل الأطفال يفقدون الشعور بهوية الأب كجزء مهم وحاضر من حياتهم.

وقد أكد فادي أن القانون يسمح له بمشاهدة بناته لمدة ستين يوما في السنة، وهو بنظره "أمر غير كاف إطلاقا"، لا له ولا لبناته.

كما أن مدة الخمسة أيام شهريا لا تتيح له تلبية التزاماته الأبوية كاملة.

ومما يزيد الطين بلة هو تقدم الأم أحيانا بـ "أعذار كثيرة" لمنع المشاهدة، مثل الامتحانات، مما يعطل الحكم ويزيد من مشقة الأب في التواصل.
وفي لحظة مؤثرة، وجه فادي رسالة مباشرة إلى بناته عبر البرنامج، معبرا عن حبه العميق واشتياقه لهن في كل لحظة.

كما لفت الانتباه إلى التفاوت الصارخ في آلية التطبيق القانوني؛ ففي حين أنه يتعرض لإجراءات صارمة وعقوبات عند التأخر في دفع النفقة، لا توجد إجراءات مماثلة تطبق بشدة على الطرف الذي يخل باتفاق المشاهدة.

القانون بين النص والتطبيق

من جانبها، أفادت "إيفين" المختصة بهذه الشؤون أن القانون يلزم الرجل بالنفقة في حالة الطلاق كواجب أساسي.

وأوضحت أن مشاهدة الأطفال هي "حق للأب" لا يمنعه القانون، لكن وفق ضوابط وحدود معينة لكلا الطرفين.

كما أشارت إلى أن الطرف الذي لا يلتزم بتمكين المشاهدة لمدة ثلاثة أسابيع يتخذ إجراء لجلبه من قبل الجهات المختصة،

وهو ما يثير التساؤلات حول فعالية هذه الإجراءات في ضوء قصة فادي التي تعكس حرمانا طويلا.