كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، الجمعة (07 نوفمبر 2025)، تفاصيل مداولات محمومة جرت خلال جلسة المجلس الأمني والسياسي المصغر (الكابنيت) لليلة الماضية، تمحورت حول مستقبل قطاع غزة.
وكشف رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، عن خطة لإنشاء "مدينة نموذجية" في الأراضي الخاضعة لسيطرة الاحتلال في القطاع.
وتهدف الخطة، بحسبه، إلى فصل حركة حماس عن السكان، مما أثار انقساما واعتراضات حادة بين الوزراء.
تأتي هذه المناقشات في ظل تصاعد الضغوط الدولية على الاحتلال لتقديم خطة واضحة لمرحلة "ما بعد الحرب" في غزة، مع الحديث عن دخول قوة استقرار دولية إلى القطاع.
وتمثل خطة نتنياهو، القائمة على إنشاء "مدينة نموذجية" منزوعة السلاح ومعاد تأهيلها، محاولة لفرض سياسة "الفصل المتحكم به" كطريقة لإدارة الصراع دون الانسحاب الكامل.
وفي سياق متصل، جاء تأكيد نتنياهو على أن قوة الاستقرار الدولية ستدخل أولا منطقة المواصي الغير خاضعة للسيطرة، ليوازي التصريح الأخير للرئيس الأميركي دونالد ترمب بأن موعد وصول هذه القوة "قريب للغاية".
كشف نتنياهو أمام الوزراء أن الهدف من المدينة النموذجية هو تمكين سكان القطاع من دخولها تحت مراقبة جديدة ومشددة.
إلا أن الخطة واجهت معارضة قوية داخل المجلس، حيث رفضها العديد من الوزراء مثل جيلا جملئيل، وأوريت ستروك، وزئيف إلكين، وميري ريغيف.
وأشارت الصحيفة إلى أن جملئيل قاطعت نتنياهو مرارا، مؤكدة أن هذا الأمر "خطير"، بينما طالب آخرون بعدم إنشائها في الجانب الخاضع لسيطرة الاحتلال.
كما احتدم النقاش حول مقاتلي حماس المتواجدين في أنفاق رفح، والمقدر عددهم بنحو مئتين.
وفي هذا الصدد، عبر رئيس أركان الجيش إيال زامير عن معارضته القاطعة لأي صفقة لإخراجهم، مشددا على ضرورة تصفيتهم أو اعتقالهم ونقلهم للتحقيق في سديه تيمان.
وأوصى زامير بعدم الانتقال إلى المرحلة التالية من الاتفاق مع حماس قبل استعادة جميع جثث المحتجزين، كما أوصى "بعدم السماح بإعادة الإعمار قبل نزع السلاح الثقيل".
في المقابل، اقترح وزير الحرب يسرائيل كاتس العمل على نفي وإبعاد المسلحين بعد خروجهم من النفق، وهو الأمر الذي واجه معارضة من زامير وعدد آخر من الوزراء.
يؤكد الخلاف الجاري داخل "الكابنيت" على عمق التباين في رؤى قادة الاحتلال لمستقبل غزة.
فبينما يتجه نتنياهو نحو خطط "فصل السكان عن القوى"، يتمسك الجيش بخيارات أكثر تشددا تجاه مقاتلي الفصائل المتواجدين في الأنفاق وشروط إعادة الإعمار.
وتبقى خطة "المدينة النموذجية" مجرد اقتراح في ظل اعتراضات قيادية، مما يعكس صعوبة الحسم السياسي بين الجناحين العسكري والحكومي في تلك المرحلة المفصلية.

0 تعليق