قررت جهات التحقيق في محافظة الإسماعيلية الأربعاء تجديد حبس المتهم الرئيسي في القضية المعروفة إعلاميا بـ "جريمة الصاروخ" ووالده، لمدة 15 يوما إضافية على ذمة التحقيقات.
وتأتي هذه الخطوة في ظل استمرار التحقيق الذي كشف عن تفاصيل مروعة لا تتوقف عند حدود القتل وتقطيع الجثمان بـ "صاروخ كهربائي"، بل تتعداها إلى محاولات إخفاء الجريمة وتورط الأب في طمس معالمها.
تجديد إيداع المتهم الرئيسي وحبس والده
شملت قرارات النيابة تجديد إيداع المتهم الرئيسي، يوسف.أ (14 عاما)، في إحدى دور الرعاية لمدة 15 يوما إضافية على ذمة التحقيقات، وذلك نظرا لكونه قاصرا.
وفي سياق متصل، قررت جهات التحقيق أيضا تجديد حبس والد المتهم، وهو صاحب محل موبايلات، لمدة 15 يوما على ذمة التحقيق، بعد أن وجهت إليه رسميا تهمة إخفاء معالم الجريمة.
واستمرت نيابة الإسماعيلية في التحقيق في وقائع الجريمة لأكثر من 20 يوما، وقد واجهت المتهم يوسف.أ، الذي يعد الأول بارتكاب الواقعة، بالأدلة القاطعة بعد أن اعترف بالجريمة بشكل تفصيلي.
وقام المتهم بتمثيل الجريمة للمرة الأولى في حضور ممثلي النيابة العامة.
مراوغة وبرود: الدافع هو "السعي وراء الشهرة"
كشفت تصريحات المحامي عبد الله وطني، الحاضر في تحقيقات النيابة مع المتهم وشقيقه، عن دافع صادم وراء ارتكاب هذا الفعل البشع.
وأشار وطني إلى أنه التقى بالمتهم داخل سرايا النيابة العامة، حيث اعترف المتهم صراحة بأن دافعه وراء ارتكاب الجريمة كان "السعي وراء الشهرة وتحقيق الترند"، في واقعة تعكس انعدام الإحساس بالمسؤولية والإنسانية بشكل مروع.
وأضاف وطني أن المتهم أظهر خلال التحقيقات "قدرا من المراوغة والبرود اللافت للنظر"، بل كان "يصحح مسار النيابة أثناء تمثيله للجريمة وكأنه يستمتع بإعادة المشهد".
وأكد المحامي أن ذلك التصرف يعكس مدى "تبلد مشاعره" تجاه ما ارتكبه من فعل بشع. وقد أشار وطني إلى أن المتهم أثناء تمثيل الجريمة قال لوكيل النيابة "أعطي لك هذه الآلة الحاسبة التي كانت بمسرح الجريمة هدية لك"، ليتبين لاحقا أن تلك الآلة تخص المجني عليه نفسه، ما أضاف بعدا أكثر قسوة وصدمة على الواقعة.
تخطيط مسبق وتقطيع إلى 6 أجزاء
أشار المحامي إلى أن المتهم خطط لجريمته بدقة شديدة.
حيث "استدرج المجني عليه إلى شقته بحجة إعادة هاتفه المسروق"، وفي طريقه "قام بشراء أدوات إخفاء الجثمان بصحبته"، شملت "قفازات وأكياسا بلاستيكية وشوالا من أحد محلات العلافة"، بالإضافة إلى "مشمع وضعه أسفل الجثمان أثناء التقطيع".
كما استعار المنشار المستخدم في الجريمة من أحد الأشخاص دون علمه بما سيقدم عليه.
تفاصيل الإعدام والتقطيع:
اعترف المتهم بحدوث خلاف بينه وبين المجني عليه، استدرجه على إثره إلى منزل في منطقة المحطة الجديدة، حيث "اعتدى عليه بشاكوش حديدي علي رقبته ورأسه" قبل أن يستكمل تسديد له عدة ضربات باستخدام سكين كبير.
وقد أكدت مذكرة الطب الشرعي أن المتهم "نفذ عملية التقطيع باحترافية مروعة"، إذ قسم الجثمان إلى 6 أجزاء، شملت الساقين واليدين وتقطيع الجزع إلى جزئين، في محاولة لإخفاء معالم جريمته.
وأوضح التقرير أن المتهم استخدم "الصاروخ الكهربائي" لتقطيع الجثة، بينما استعان بـ "سكين كبيرة" لفصل العظام، ثم وضع كل جزء داخل كيس بلاستيكي أسود وأغلقه بإحكام، قبل أن يلقيها في مناطق متفرقة قريبة من طريق البلاجات ومكب للنفايات.
الأب يمسح الآثار والأم تطالب بالإعدام
كشفت تحقيقات النيابة عن تورط مباشر لوالد المتهم في إخفاء معالم الجريمة.
أوضح المحامي وطني أن والد المتهم، عقب عودته إلى المنزل واكتشافه الجريمة، قام بـ "مسح آثار الدماء وغسل السجاد"، كما منح نجله المتهم "مبالغ مالية لشراء مزيد من الأكياس المستخدمة في نقل الجثمان"، الأمر الذي دفع النيابة العامة لتوجيه "تهمة إخفاء معالم الجريمة إليه رسميا".
ولإخفاء الأمر، قام الأب فور وقوعها بـ "إيداع الأطفال الثلاثة – أبناء المتهم لدى أحد الأشخاص"، خشية انكشاف الأمر.
في المقابل، كشف وطني أن "والدة المتهم لم تعلم بوقوع الجريمة إلا بعد مرور ثلاثة أيام على ارتكابها"، وذلك عقب انتشار تفاصيل الواقعة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأضاف أن الأم دخلت في حالة صدمة شديدة فور علمها بما فعله ابنها، وأبدت أمام جهات التحقيق رغبتها الصريحة في تنفيذ حكم الإعدام عليه، مؤكدة أن ما ارتكبه لا يغتفر.

0 تعليق