الرئيس الأمريكي يبدي رغبته في عقد قمة جديدة مع كيم جونغ أون خلال زيارته المرتقبة لآسيا
أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، اليوم السبت، عن رغبته في عقد لقاء مع زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، خلال جولته الآسيوية المرتقبة.
وقال ترمب في تصريحات صحفية: "أود أن ألتقي الزعيم الكوري الشمالي خلال جولتي الآسيوية القادمة"، مؤكدا أن العلاقات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية تمثل قضية محورية للأمن الإقليمي والدولي.
وأضاف الرئيس الأمريكي أن الهدف من أي لقاء محتمل سيكون تعزيز الهدوء والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية، وبحث سبل دفع المفاوضات النووية إلى الأمام بعد فترة من التوتر والجمود الدبلوماسي بين واشنطن وبيونغ يانغ.
وأشار ترمب إلى أنه يفضل أن يتم اللقاء في "إطار دبلوماسي رسمي وآمن"، مع التأكيد على أن المفاوضات السابقة أثبتت إمكانية الوصول إلى اتفاقيات مؤقتة إذا توفرت النية السياسية والإرادة المشتركة بين الطرفين.
وتأتي تصريحات ترمب في وقت تتصاعد فيه التوقعات الدولية بشأن الجولة الآسيوية، والتي من المتوقع أن تشمل عدة محطات رئيسية في شرق آسيا، بما في ذلك كوريا الجنوبية واليابان، حيث سيبحث مع قادة هذه الدول تعزيز التعاون الأمني والاقتصادي ومواجهة التهديدات الإقليمية، بما فيها برنامج كوريا الشمالية النووي والصاروخي.
خلفية التوترات بين واشنطن وبيونغ يانغ
تجدر الإشارة إلى أن العلاقات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية شهدت تصاعدا في التوتر منذ مطلع عام 2020، مع تبادل التصريحات الحادة وإجراء كوريا الشمالية لسلسلة من التجارب الصاروخية والنووية.
ورغم ذلك، كانت هناك محاولات دبلوماسية متقطعة، شملت قمتين تاريخيتين بين ترمب وكيم جونغ أون عامي 2018 و2019، أسفرت عن توقيع اتفاقيات تهدئة مؤقتة وتقليص تدريجي للتهديد النووي في شبه الجزيرة الكورية، لكنها لم تؤد إلى اتفاق شامل ونهائي حتى الآن.
دلالات محتملة للقمة الجديدة
ينظر إلى رغبة ترمب في عقد لقاء جديد مع كيم جونغ أون على أنها مؤشر على استراتيجية واشنطن لإعادة فتح قنوات التواصل المباشر مع بيونغ يانغ، خصوصا في ظل تصاعد المخاوف الدولية بشأن برامج الأسلحة النووية والصواريخ الباليستية.
كما تشير تصريحات ترمب إلى أن الإدارة الأمريكية تسعى لتحقيق أهداف متعددة خلال جولتها الآسيوية، تشمل تعزيز الاستقرار الإقليمي، ودعم حلفاء واشنطن، وفتح مسارات جديدة للتفاوض مع كوريا الشمالية حول الحد من الأسلحة النووية.
ردود فعل دولية متوقعة
توقع محللون أن أي لقاء محتمل بين ترمب وكيم جونغ أون سيثير اهتماما واسعا على المستوى الدولي، خصوصا من قبل الصين وروسيا واليابان وكوريا الجنوبية، التي تعتبر السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية من أهم أولوياتها الاستراتيجية.
وأكد خبراء دبلوماسيون أن أي اتفاق جديد يحتاج إلى ضمانات دولية وآليات متابعة دقيقة لضمان التزام كوريا الشمالية بالتعهدات المحتملة، بما يشمل التفتيش المستقل، وإجراءات الشفافية، والمراجعات الدورية.
تصريحات الرئيس ترمب اليوم تؤكد رغبته الشخصية والسياسية في إعادة إطلاق مسار دبلوماسي مباشر مع كوريا الشمالية، مع إبقاء الأمن والاستقرار الإقليمي كأولوية رئيسية.
ويبدو أن الجولة الآسيوية المقبلة ستكون محورية في تحديد مستقبل المفاوضات الأمريكية الكورية الشمالية، وقد تمثل خطوة مهمة نحو تهدئة التوترات المتصاعدة في المنطقة.

0 تعليق