مدير مكتب الجزيرة بفلسطين: قرار حكومة نتنياهو مفخخ وبه بنود سرية - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

قال مدير مكتب الجزيرة في فلسطين وليد العمري إن قرار الحكومة الإسرائيلية المتعلق باتفاق وقف إطلاق النار وملف الأسرى "مفخخ"، ويتضمن بنودا سرية تتيح لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التلاعب بمسار التنفيذ متى شاء، مشيرا إلى أن الهدف الحقيقي من هذه الصياغة هو فتح الباب أمام خرق محتمل للاتفاق بذريعة عدم استعادة جثامين الأسرى الإسرائيليين.

يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه إسرائيل قائمة تضم 250 أسيرا فلسطينيا قالت إنها ستفرج عنهم ضمن المرحلة الأولى من الاتفاق، بينما نفى مكتب إعلام الأسرى الفلسطينيين التوصل إلى اتفاق رسمي بشأن القوائم النهائية.

اقرأ أيضا

list of 4 items end of list

وفي المقابل، أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) للجزيرة أنها تتابع بدقة مسار تنفيذ الاتفاق ومستعدة للتعامل مع كل الاحتمالات، نافية في الوقت نفسه ما تردد عن وجود بنود سرية في الاتفاق.

وتزامنت هذه التطورات مع تصريحات لنتنياهو قال فيها إنه سيواصل الضغط على حركة حماس للتقدم في المراحل التالية من الاتفاق، في وقت وصفت فيه وسائل إعلام إسرائيلية البنود المتعلقة بملف الأسرى بأنها الأكثر حساسية وتعقيدا.

وأوضح العمري أن البند السري الوارد في ملحق القرار الحكومي الإسرائيلي نصّ على إمكانية تفعيل إجراءات إضافية إن لم يتم استرجاع كل الأسرى أو رفاتهم، وهو ما اعتبره مؤشرا على "نية مبيتة" لدى الحكومة الإسرائيلية للتهرب من التزاماتها.

وأضاف أن وسائل إعلام إسرائيلية نقلت عن مصادر سياسية عليا تأهب الحكومة لاحتمال وقف تنفيذ الاتفاق أو إعادة النظر فيه بحجة خرق الشروط.

نوايا غير سليمة

وشدد العمري على أن هذا السلوك يعكس "خلفية سياسية متوترة"، مبينا أن نتنياهو يسعى لاستخدام الاتفاق كمنصة دعائية داخلية لتسويق نفسه أمام الشارع الإسرائيلي، لا كخطوة لإنهاء الحرب فعليا. وقال إن ما يجري اليوم يؤكد أن النوايا الإسرائيلية ليست سليمة، وأن الاتفاق يخضع لتفسيرات سياسية متناقضة قد تنسفه في أي لحظة.

إعلان

من جهته، أشار مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح إلى أن تنفيذ الاتفاق يرتبط أيضا بملف المساعدات الإنسانية، موضحا أن المرحلة الأولى تشمل إدخال نحو 600 شاحنة يوميا إلى قطاع غزة، أي ما يعادل أكثر من 4200 شاحنة أسبوعيا، محملة بالمواد الغذائية والطبية والأغطية، لكنه حذر من أن أي عراقيل إسرائيلية في هذا المسار "قد تخلق واقعا جديدا وتؤثر على مجمل الاتفاق".

وفي تعليقه على مشاهد عودة النازحين إلى مدينة غزة، وصف الدحدوح المشهد بأنه "أمل جديد ينبض في قلب الدمار"، مضيفا أن آلاف العائلات عادت رغم أنف الاحتلال إلى مناطق مدمرة أملا في استعادة الحياة. واعتبر أن تدفق هذا "الشلال البشري" نحو المدينة يحمل دلالات قوية على فشل المخطط الإسرائيلي بتهجير سكان القطاع أو دفعهم نحو الرحيل الدائم.

وقال إن هذه العودة تؤكد إرادة الفلسطينيين في مواجهة محاولات التهجير القسري، مضيفا أن "الاحتلال الذي أنفق جهده لتدمير غزة يجد نفسه اليوم أمام شعب يعود من الموت إلى الحياة"، لافتا إلى أن التحدي الآن يتمثل في إعادة الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه والمخابز والمستشفيات، إلى جانب توفير الوقود والمساكن المؤقتة.

العمري اعتبر أن صور العودة "وجه آخر للهزيمة الإسرائيلية"، مؤكدا أن حكومة نتنياهو كانت تراهن على تهجير نحو 700 ألف فلسطيني من القطاع، لكن هذا الهدف انهار تماما. وأضاف أن عودة مئات الآلاف إلى شمال القطاع الذي خططت إسرائيل لاستيطانه لاحقا تثبت فشل الرؤية الإسرائيلية برمتها.

وأوضح أن ما يجري اليوم يمثل بداية تنفيذ البند الرابع من الاتفاق، المتعلق بانسحاب الجيش الإسرائيلي تمهيدا للانتقال إلى المرحلة الخامسة الخاصة بصفقة تبادل الأسرى، وهي المرحلة الأشد حساسية. وحذر من أن نتنياهو ربما يخطط لخرق الاتفاق إذا لم تُستعد جثامين الجنود، رغم علمه بأن العملية شبه مستحيلة خلال 3 أيام.

زمام المبادرة السياسية

وأشار العمري إلى أن تصريحات نتنياهو حول "الضغط على حماس" تعكس محاولة لاستعادة زمام المبادرة سياسيا، موضحا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يحاول إقناع الرأي العام بأن القوة العسكرية هي التي أجبرت حماس على التوقيع. ولفت إلى أن نتنياهو "يمهد أجواء داخلية" لتقديم الانتخابات المبكرة مستندا إلى هذا الاتفاق باعتباره إنجازا شخصيا.

ومع تكشف وثيقة تفصيلية لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن وقف الحرب، والتي حصلت الجزيرة على نسخة منها، قال الدحدوح إن البنود التنفيذية تؤكد أن وقف الحرب مشروط بالتزام الطرفين خلال 72 ساعة، وأن انسحاب إسرائيل يجب أن يتبعه مباشرة تقديم حماس معلومات عن الرهائن، ثم تسليمهم أحياء ورفاتهم على مراحل متتابعة.

وبيّن أن هناك آلية دقيقة لنقل المعلومات تشمل وسطاء من الولايات المتحدة وقطر ومصر وتركيا والصليب الأحمر الدولي، مضيفا أن تطبيق البند الخاص بالرفات قد يواجه تأخيرات بسبب تداخل مناطق السيطرة الإسرائيلية، مما قد يتطلب تدخلا إنسانيا من الصليب الأحمر لإتمام عمليات التسليم.

في المقابل، أوضح العمري أن نتنياهو زرع ألغاما سياسية في قرار حكومته من خلال الملاحق السرية، ليستخدمها لاحقا ذريعة لتفجير الاتفاق إن لم تُسلَّم جميع رفات الأسرى الإسرائيليين.

إعلان

وأضاف أن ملف الأسرى الفلسطينيين يشكل أيضا نقطة توتر كبيرة، لأن إسرائيل ترفض الإفراج عن عدد من القادة البارزين مثل مروان البرغوثي وأحمد سعدات وعباس السيد، مما قد يؤدي إلى أزمة تفاوضية جديدة.

وقال العمري إن الساعات الـ72 المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مصير الاتفاق برمته، مشيرا إلى أن نتنياهو يحاول توظيف كل بند سياسي أو إنساني لمصالحه الداخلية، بينما يسعى الوسطاء إلى تثبيت الاتفاق ومنع انهياره.

0 تعليق