
انزاجي وجونزاليس وجيسوس ويايسله
بعد إنقضاء الجولات الأربعة الأولى من عمر دوري روشن السعودي للموسم الرياضي 2025-2026، بدأت ملامح المنافسة تتضح، ومعها ظهرت بصمات أربع مدربين تمكنوا من قيادة فرقهم بثبات دون أن يتذوقوا طعم الخسارة حتى الآن.
النصر المتألق بقيادة البرتغالي جورجي جيسوس، والقادسية المتحفز بقيادة الإسباني ميشيل جونزاليس، مرورًا بالهلال بقيادة الإيطالي سيموني إنزاجي، ووصولًا إلى الأهلي الذي يسير بخطى ثابتة مع الألماني ماتياس يايسله، تتشكل لوحة فنية متنوعة تعكس تنوع المدارس التكتيكية في البطولة هذا الموسم.
جورجي جيسوس بالعلامة الكاملة
يبدو أن النصر تحت قيادة البرتغالي جورجي جيسوس يعيش واحدة من أكثر بداياته ثباتًا في السنوات الأخيرة، بعد أن حقق أربعة انتصارات متتالية منحته العلامة الكاملة بـ12 نقطة، دون أي تعادل أو خسارة.
بدأ جيسوس موسمه بقوة عندما سحق التعاون بخماسية نظيفة في الجولة الأولى، في عرض هجومي مهيب أكد من خلاله أن النصر أنه لا ينوي التمهل في طريقه نحو المنافسة على اللقب، ثم تابع التفوق ذاته في الجولة الثانية أمام الخلود بثنائية نظيفة أكدت توازن الفريق بين الدفاع والهجوم.
وفي الجولة الثالثة، واصل النصر انطلاقته المرعبة بفوز كبير على الرياض بنتيجة 5-1، في مباراة أظهر فيها الفريق قدرته على الحسم المبكر والسيطرة المطلقة، قبل أن يختتم الجولة الرابعة بانتصار ثمين على الاتحاد في جدة بهدفين دون رد، في مواجهة مثّلت اختبارًا حقيقيًا لقوة الشخصية النصراوية تحت إدارة جيسوس.
من خلال هذه النتائج، بدا واضحًا أن المدرب البرتغالي أعاد للنصر هيبته الهجومية، مع لمسة من الانضباط التكتيكي الذي افتقده الفريق في المواسم الماضية، ليصبح النصر أكثر الفرق اكتمالًا من حيث الأداء والنتائج حتى الآن.
ميشيل جونزاليس القادسية دخول مبكر على خط المنافسة
أما الإسباني ميشيل جونزاليس، فقد قاد القادسية ليصبح أحد أبرز المنافسين هذا الموسم ، بعد أن جمع عشر نقاط من أصل 12 ممكنة، دون أي خسارة. بدأ الفريق مشواره بانتصار قوي على النجمة بثلاثة أهداف مقابل هدف، أظهر فيه القادسية تنظيمًا هجوميًا مميزًا وسرعة في الانتقال من الدفاع للهجوم. قبل أن يواجه أول اختبار كبير له عندما التقى الهلال في الجولة الثانية.
ورغم تفوق الهلال في بعض فترات المباراة، إلا أن غونزاليس أثبت قدرته على قراءة المنافس، ليخرج القادسية متعادلًا بنتيجة 2-2، في مواجهة أكدت أن الفريق مستعدًا لأي مواجهة. ثم أكد غونزاليس أن النتائج الإيجابية لم تكن صدفة، حين تغلب على الخليج 2-1 بالجولة الثالثة في مباراة اتسمت بالندية والروح العالية.
وفي الجولة الرابعة، نجح القادسية في تحقيق فوز مهم خارج أرضه على الفتح بهدف نظيف، أظهر فيه الفريق تماسكًا دفاعيًا لافتًا. بهذه النتائج، بات القادسية بقيادة مدربه الإسباني أحد أكثر الفرق اتزانًا وجرأة في الوقت ذاته، جامعًا بين الانضباط الدفاعي والفاعلية الهجومية.
سيموني إنزاجي الهجوم القوي والبحث عن انضباط الدفاع لم يتأخر الإيطالي سيموني إنزاجي في وضع بصمته مع الهلال، حيث قدّم فريقه كرة هجومية منظمة، لكنه ما زال يبحث عن الصلابة الكاملة في الخط الخلفي. الهلال افتتح مشواره بانتصار هادئ على الرياض بهدفين دون مقابل، أظهر فيه الانضباط التكتيكي والتنوع في الحلول الهجومية.
لكن في الجولتين الثانية والثالثة، واجه الهلال اختبارين كبيرين أمام القادسية والأهلي، خرج منهما متعادلًا 2-2 و3-3 على التوالي. وفي الجولة الرابعة، عاد الفريق لتحقيق الانتصارات بفوزه على الأخدود بنتيجة 3-1، وسط تألق لافت لخط المقدمة.
ورغم أن الفريق لم يخسر، فإن إنزاغي أظهر مرونة تكتيكية عالية، إذ غيّر أسلوبه أكثر من مرة خلال المباريات ليحافظ على النسق الهجومي دون التفريط في السيطرة على الكرة.
المدرب الإيطالي بات الآن أمام مهمة واضحة:الحفاظ على القوة الهجومية، مع معالجة الثغرات الدفاعية التي كلفت الفريق خسارة بعض النقاط المهمة.
ماتياس يايسله الانضباط الألماني يتجلى في الفريق الأهلاوي من جانبه، يواصل الألماني ماتياس يايسله تقديم نفسه كأحد أكثر المدربين اتزانًا في الدوري، بعدما قاد الأهلي لسجل خالٍ من الهزائم حتى الآن.
بدأ يايسله الموسم بانتصار ثمين على نيوم بهدف دون رد، أظهر خلاله الفريق صلابة دفاعية واضحة وقدرة على إدارة المباراة بهدوء.
وفي الجولتين الثانية والثالثة، خيّم التعادل على مواجهتي الأهلي مع الاتفاق 0-0 بالدمام، ثم مع الهلال 3-3 بجدة في واحدة من أكثر مباريات الموسم إثارة حتى الآن.
ليعود الأهلي بالفوز على الحزم 2-0 في الجولة الرابعة، في لقاء عكس تطورًا في الجانب الهجومي والفعالية أمام المرمى. المدرب الألماني أثبت أنه يملك خطة متوازنة تجمع بين الانضباط والمرونة، مع قدرة على استخراج أفضل ما لدى لاعبيه في المواقف الصعبة، ليحافظ الأهلي على موقعه بين الكبار دون خسارة.
صراع العقول قبل صراع النجوم بين خبرة جيسوس، وذكاء جونزاليس، ومرونة إنزاغي، وثبات يايسله، تتشكل ملامح سباق تكتيكي مثير في دوري روشن هذا الموسم. فأربعة مدربين من أربع مدارس مختلفة لم يخسروا بعد، لكنهم جميعًا يشتركون في سمة واحدة: القدرة على التكيف مع ضغط المباريات وتحويل الأفكار إلى نتائج ملموسة على أرض الميدان.
0 تعليق