غضب جيل زد يهز أفريقيا.. ثورات شبابية تهدد الأنظمة - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

شهدت أفريقيا في الآونة الأخيرة موجة احتجاجات غير مسبوقة يقودها جيل زد، الشريحة العمرية التي وُلدت بين عامي 1997 و2012، والتي تعبر عن سخطها من نقص الفرص الاقتصادية والأوضاع المعيشية المتدهورة عبر القارة. بدأت هذه المظاهرات في كينيا، ثم انتقلت إلى مدغشقر ووصلت إلى شمال القارة السمراء، حيث تزامنت مع أحداث سياسية مهمة، مثل إقالة رئيس مدغشقر أندري راجويلينا بعد احتجاجات شعبية حاشدة في العاصمة أنتاناناريفو.

فرص اقتصادية وحياة أفضل

يُظهر المحتجون غضبًا واضحًا من الحكومات المنتخبة التي لم تفِ بوعودها في توفير فرص عمل حقيقية ومستقبل أفضل للشباب، في قارة تعتبر أصغر قارات العالم من حيث متوسط العمر الذي يبلغ 19 عامًا، ما يجعل الشباب يشكلون قوة دافعة سياسية واقتصادية متنامية. وفي بوتسوانا، ساهم الناخبون الشباب العام الماضي في الإطاحة بالحزب الحاكم منذ استقلال البلاد، كما شهدت جنوب أفريقيا تراجعًا ملحوظًا في الدعم الحزبي لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي، بسبب استياء الشباب من الأداء الاقتصادي للحكومة.

وقال المؤلف والاقتصادي السنغالي ندانغو سيلا لصحيفة نيويورك تايمز إن الشباب «يريدون نوعًا من الازدهار والأمل، لكنهم لا يرون ذلك»، مضيفًا أن قمع السلطات للمظاهرات يشير إلى غياب أجوبة واضحة من الحكومات تجاه هذه المطالب. ويشير البنك الأفريقي للتنمية إلى أن معظم فرص العمل الجديدة في القارة تقع في القطاع غير الرسمي، ما يزيد من صعوبة تحسين الأوضاع الاقتصادية للشباب.

«السوشيال ميديا» تقود الحراك

وتساهم وسائل التواصل الاجتماعي في تنظيم هذه الاحتجاجات بشكل سريع وبدون قيادة مركزية واضحة، مما يجعل من الصعب على السلطات احتواؤها أو توقعها. كما أن مطالب الشباب تطورت لتشمل أهدافًا سياسية واجتماعية أوسع، مما يحول دون استقرار الحكومات.

في كينيا، على سبيل المثال، اشتعلت الاحتجاجات بعد محاولة الحكومة تمرير قانون مالي كان من المتوقع أن يرفع الأسعار، ما دفع الرئيس ويليام روتو إلى سحب المشروع بعد احتجاجات دامية شهدت مقتل أكثر من 60 شخصًا. ورغم ذلك، استمرت الاحتجاجات، وطالب المتظاهرون برحيل الرئيس. أما مدغشقر فشهدت أيضًا اضطرابات أدت إلى حل حكومة راجويلينا، الذي اعتبره المتظاهرون مسؤولًا عن فشل تقديم خدمات أساسية مثل الكهرباء والماء، مما أجبره على الهروب وإعلانه عاجزًا بعد قرار البرلمان عزله. وفي المغرب، أثارت الإنفاقات الكبيرة على البنية التحتية استعدادًا لكأس الأمم الأفريقية وكأس العالم 2030 احتجاجات قادها جيل زد، طالبت بتحسين التعليم والرعاية الصحية والحريات العامة، وأسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص.

أخبار ذات صلة

 

0 تعليق