تشريف المنتخب.. بين الوهم والحقيقة ! - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
بدا منتخبنا الوطني لكرة القدم مختلفاً في مباراتي الملحق عن المباريات التي خاضها في تصفيات المجموعة، ولو لعب بهذا المستوى لربما تأهل مبكراً، مما يعني أن الإعداد لمباراتي الملحق كان مختلفاً ومستدركاً للأخطاء!
كان التأهل أمام العراق مستحقاً، بل إن النتيجة الطبيعية -عطفاً على مجريات المباراة– كانت فوز المنتخب السعودي، لا مجرد التعادل الذي كان كافياً للتأهل. وهذه مغامرة أن تعتمد على فرصة التعادل في وقتٍ كادت فيه فرصة وحيدة للمنتخب المنافس في الثانية الأخيرة من المباراة أن تعصف بآمال السعوديين، لولا براعة حارس المرمى نواف العقيدي في التصدي لتسديدة خارقة، مما يعني أن الحسم المبكر هو دائماً ضمانة الانتصارات!
الآن تأهل المنتخب إلى نهائيات كأس العالم، وأخشى أن يُغَيِّب هذا التأهل أسباب الإخفاق السابقة، وأن يتوهم القائمون على شؤون المنتخب أنهم حققوا علامة النجاح، خاصةً أن بعضهم توهّم سابقاً أن مشاركة المنتخب في كأس العالم الماضية كانت مشرفة، رغم أنه خرج متذيلاً مجموعته، مما يضع علامات استفهام حول مستوى الطموح ووضوح الرؤية للحقيقة والواقع!
أرجو اليوم أن يقف المسؤولون عن المنتخب أمام مرآة الحقيقة، ويبحثوا عن الأخطاء والسلبيات التي جعلت المنتخب يتعثر في التصفيات قبل أن ينقذه الملحق بالتأهل بفوز وتعادل، فالتأهل بحد ذاته لم يعد إنجازاً بمقاييس اليوم بعد أن تعددت فرصه وتسهّلت طرقه (تخيل أن تتأهل من فوز وتعادل في مباراتين فقط)، والمنتخب الذي تأهل سابقاً من فرصة مقعدين عن القارة، لا يُعد تأهله من فرصة مقعد سادس إنجازاً إلا بمقاييس الطموح المنخفض الذي حذرت منه سابقاً لدى بعض المسؤولين عن المنتخب!
يجب إجراء مكاشفة مع النفس، وإعادة تقييم للخطط والبرامج لدعم فرص المنتخب في تقديم مشاركة أفضل من سابقاتها في كأس العالم. ولا بد من اتخاذ قرارات جريئة لا مجاملة فيها لأحد على حساب سمعة كرة القدم السعودية، بل إن إعادة تشكيل منظومة القرار والتخطيط الرياضي لكرة القدم باتت ضرورة لبناء أسس تهيئة احترافية تضمن مشاركة فاعلة ترفع راية الوطن وتشرف أبناءه!
أخيراً، لا بد من الإشادة بالدعم الجماهيري للمنتخب الذي كان علامة فارقة –كالعادة– بينما ما زال بعض الإعلام الرياضي يراوح مكانه، غارقاً في ميول التعصب، غير مميزٍ بين قميص المنتخب وقميص النادي!
باختصار.. آمالٌ تعانق السحاب، وهمةٌ بحجم جبال طويق، لا يمكن أن نجعلها في مهب ريح وهم المشاركات المشرفة!

أخبار ذات صلة

 

0 تعليق