مع دخول المنخفض الماطر الأول الذي يضرب قطاع غزة منذ الجمعة، تتفاقم معاناة مئات آلاف النازحين الذين يقطنون في الخيام ومراكز الإيواء، جراء الأمطار الغزيرة والرياح الشديدة التي تعصف بأماكن سكناهم.
وقال مراسل "وكالة سند للأنباء"، إن العديد من الخيام تعرضت لتسرب المياه، مما أجبر العائلات على محاولة حماية ممتلكاتها من الغرق، تزامنًا مع هطول الأمطار.
ويكافح النازحون لتثبيت خيامهم وحمايتها من الأمطار والرياح التي تعصف بها منذ مساء أمس، في ظل افتقادهم لأبشط المقاومات والإمكانيات.
وظهر أحد المواطنين في مقطع مصوّر وثقته "وكالة سند للأنباء"، وهو يجلس وسط خيمته التي غرقت بالمياه، مستصرخًا المسلمين والعالم لإنقاذهم من المعاناة التي يعيشها أهالي غزة.
ووسط خيمته الغارقة بالمياه، قال المواطن: "هنا كان أطفالي نائمين، مياه الأمطار هي من أيقظتنا صباحًا"، في إشارت للفراش الذي غرق بمياه الأمطار، وبصرخة ألم ردد: "لمن نشكي ولمن نذهب؟ هل ترضون أن ينام أطفالكم هكذا؟ لماذا يا مسلمين يا موحدين؟!".
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني بغزة محمود بصل، في تصريحات له اليوم، تابعتها "وكالة سند للأنباء"، إن طواقمه تلقت مئات المناشدات منذ مساء أمس، "لكن الإمكانيات معدومة".
وأضاف: "لا مكان للانتظار والتأخير في توزيع الخيام على المواطنين بغزة، ففي كل ثانية في غزة تعرض حياة المواطنين للخطر".
وشدد أن غزة تتعرض لكارثة حقيقية منذ الساعات الأولى لوصول المنخفض الجوى، مشيرًا إلى أن المنازل المتصدعة والآيلة للسقوط معرضة للانهيار جراء المنخفض الجوي.
وأظهرت الصور والمشاهد من قطاع غزة صباح اليوم، الكارثة الحقيقة التي لحقت بالمواطنين وخاصة من يسكنون الخيام، حيث غرقت خيامهم بمياه الأمطار والطين وتسربت المياه لداخلها، في مشهد مأساوي يعكس حجم المعاناة في غزة.
وفي بيان له صباح اليوم، دعا الدفاع المدني المواطنين في مناطق الخيام ومراكز الإيواء إلى توخي الحذر واتباع تعليمات السلامة، مع التأكيد على ضرورة فتح القنوات والمصارف الترابية لتصريف مياه الأمطار وتأمين الخيام، خصوصًا تلك القريبة من الشاطئ.
وتشير تقارير الدفاع المدني إلى أن ارتفاع منسوب المياه وتهدم بعض الخيام يضاعف من المخاطر التي يواجهها النازحون، ما يعكس هشاشة أوضاعهم الإنسانية في ظل استمرار أزمة الاحتلال والحصار الذي يعصف بالقطاع منذ سنوات.
فيما تبذل المنظمات الإنسانية المحلية جهودًا لتوزيع مواد إسعافية وأغطية إضافية، إلا أن حجم الاحتياجات يفوق القدرة المتاحة، ما يحتم تدخلًا عاجلًا لدعم النازحين وحمايتهم من مخاطر المنخفض الجوي واقتراب فصل الشتار الذي بات يشكّل كابوسًا لأهالي القطاع.
من جهتها، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، إن المنخفض الجوي سيكون له تداعيات كارثية على النازحين في قطاع غزة.
وأضافت في تصريحات تابعتها "وكالة سند للأنباء"، أن هناك تحركات دولية لمحاولة الضغط على "إسرائيل"، وإجبارها على السماح بدخول المساعدات، مشيرة إلى أن "شاحنات مساعدات دخلت أمس عبر معبر زكيم، لكننا نحتاج شهورا ومئات الشاحنات لتحسين الأوضاع بغزة".
ولفتت لوجود "تحسن في عدد شاحنات المساعدات لكنها غير كافية وليس هناك تنوع في الاحتياجات المقدمة".

0 تعليق