الاثنين 06 أكتوبر 2025 | 11:36 مساءً
شهدت الساحة الثقافية الدولية حدثًا بارزًا بانتخاب الدكتور خالد أحمد العناني مديرًا عامًا لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، ليصبح أول مصري وعربي وثاني إفريقي يتولى هذا المنصب الدولي المرموق، بعد مسيرة أكاديمية وإدارية امتدت لأكثر من ثلاثة عقود.
وُلد الدكتور خالد العناني في الرابع عشر من مارس عام 1971 بمحافظة الجيزة، وتخرج في كلية الإرشاد السياحي بجامعة حلوان عام 1992، ليبدأ مشواره الأكاديمي في الجامعة نفسها، حيث عُيّن معيدًا بقسم الإرشاد السياحي، ثم واصل دراساته العليا ليحصل على درجة الدكتوراه في علم المصريات من جامعة بول فاليري مونبلييه الفرنسية عام 2001، متخصّصًا في تاريخ وآثار مصر القديمة.
خلال مسيرته الجامعية، تنقّل العناني بين مواقع التدريس والإدارة، فشغل منصب رئيس قسم الإرشاد السياحي بكلية السياحة والفنادق، ثم نائب عميد الكلية لشؤون التعليم والطلاب، إلى جانب عمله خبيرًا وأستاذًا زائرًا في جامعات فرنسية، ومشاركًا في بعثات علمية بالتعاون مع المعهد الفرنسي للآثار الشرقية. عُرف بين طلابه وزملائه بأسلوبه المتوازن الذي يجمع بين الدقة الأكاديمية والقدرة على تبسيط علم المصريات لجمهور أوسع.
انتقل العناني إلى العمل العام في مجال المتاحف والتراث الثقافي، حيث تولى الإشراف على المتحف المصري بالتحرير والمتحف القومي للحضارة المصرية، وأسهم في تطوير منظومة العرض المتحفي وتطبيق المعايير الدولية لحفظ الآثار. هذه الخبرات الواسعة مهدت الطريق أمامه لتولي حقيبة وزارة الآثار في مارس 2016، قبل أن يُعاد دمجها مع وزارة السياحة عام 2019، ليصبح أول من يتولى الوزارتين معًا تحت مسمى "وزير السياحة والآثار".
وخلال فترة توليه الوزارة، أدار العناني عدداً من المشاريع الكبرى لافتتاح المتاحف الجديدة وترميم المواقع الأثرية، أبرزها افتتاح المتحف القومي للحضارة المصرية الذي استضاف موكب المومياوات الملكية عام 2021، وهو الحدث الذي حظي بإشادة عالمية واسعة. كما قاد جهود استعادة القطع الأثرية المهربة وتعزيز التعاون الدولي في مجال الحفاظ على التراث.
نال العناني خلال مسيرته عدة أوسمة وتكريمات دولية، منها وسام فارس في الفنون والآداب من فرنسا عام 2015، ووسام الاستحقاق من بولندا، ووسام الشمس المشرقة من اليابان، تقديرًا لإسهاماته في مجال الثقافة وحماية التراث الإنساني.
وبانتخابه مديرًا عامًا لليونسكو عام 2025، يكون الدكتور خالد العناني قد اختتم رحلة امتدت من مقاعد الجامعة المصرية إلى قيادة أهم مؤسسة ثقافية دولية، ليواصل من موقعه الجديد الدفاع عن القيم الإنسانية المشتركة، وحماية التراث العالمي كجسر للتفاهم بين الشعوب.
0 تعليق