Published On 6/10/20256/10/2025
|آخر تحديث: 15:24 (توقيت مكة)آخر تحديث: 15:24 (توقيت مكة)
يظهر تقرير جديد أن سواحل القارة الأفريقية تعد الأشد تأثر بأزمة المناخ، إذ تتعرض سواحلها الغربية خاصة لموجات حر بحرية غير مسبوقة وارتفاع سريع في مستويات مياه البحر، إلى جانب تحمّض متزايد يهدد الشعاب المرجانية جراء الاحتباس الحراري العالمي.
وتشير البيانات الواردة في تقرير "حالة المحيط" الصادر عن برنامج "كوبرنيكوس" الأوروبي لرصد الأرض والمحيطات إلى أن البحر المتوسط سجل ما بين مايو/أيار 2022 ويناير/كانون الأول 2023 ارتفاعًا في درجات الحرارة السطحية بلغ 4.3 درجات مئوية فوق المعدلات الطبيعية.
اقرأ أيضا
list of 4 items end of listكما يشير التقرير إلى أن شمال المحيط الأطلسي تعرض لظاهرة استثنائية عام 2023، حيث عاشت السواحل المغربية والموريتانية نحو 300 يوم من موجات الحر البحرية، فيما شهدت سواحل السنغال ونيجيريا نحو 250 يوما متتاليا من الظاهرة نفسها.
وتقول كارينا فون شكمان، المؤلفة الرئيسية للتقرير إن "المحيط يتغير بسرعة هائلة، مع تسجيل مستويات قياسية من الظواهر المتطرفة وآثار متفاقمة، وهذه المعطيات الجديدة ليست مجرد إنذار، بل خريطة طريق لاستعادة التوازن بين الإنسان والمحيط".
من جهته، يقول الباحث سيمون فان جينيب من مركز "ميركاتور أوشن إنترناشونال "لم نعرف في تاريخنا موجات حر بحرية بهذه الشدة والطول والاتساع، ولم يكن هناك جزء واحد من شمال الأطلسي لم يتأثر عام 2023، وهذا أمر استثنائي للغاية".
وتؤكد الدراسة أن الأمر لا يتوقف عند السطح، فقد أثبتت القياسات الجديدة امتداد الظاهرة إلى أعماق تتراوح بين 50 إلى مئة متر، مما يضاعف المخاطر على الكائنات البحرية التي تعيش في الطبقات الوسطى والعميقة.
وإلى جانب موجات الحر، أظهرت الدراسات أن المناطق الغنية بالعوالق النباتية والطحالب البحرية، وهي قاعدة السلسلة الغذائية البحرية، قد تراجعت مساحتها بشكل واضح.
إعلان
ولا تعد هذه الكائنات الدقيقة مجرد غذاء للأسماك وضمان التنوع البيولوجي بل تعمل أيضا كخزان ضخم للكربون، إذ تنقل بين 15 إلى 30% من الكربون إلى أعماق المحيط، ما يساهم في تنظيم المناخ العالمي.
وفي هذا السياق، تقول الباحثة سارة ألبيرنه إن "المناطق المنتجة قبالة السواحل الأفريقية تقلصت بنسبة تتراوح بين 20% و25% خلال 25 عاما فقط، بينما توسعت المناطق الدافئة غير المناسبة لهذه الكائنات بنسبة تزيد على 25 %".
وبينما تنكمش هذه العوالق جراء تغير البيئة البحرية، تتحرك أيضا بشكل تدريجي نحو القطبين، في محاولة للهروب من المياه الأكثر دفئا، وتشير الدراسة إلى أنها تحركت بالفعل قبالة موريتانيا بمقدار 2.5 درجة شمالا، أي ما يعادل نحو 300 كيلومتر.
ويحذر التقرير من أن هذه التغيرات ستقود إلى تفكك النظم البيئية، وهجرة الأنواع البحرية إلى مناطق جديدة، أو انقراضها وظهور أنواع غازية، ما لم تجد بيئات بديلة مناسبة.
ويعني ذلك بحسب الدراسة خسائر مباشرة لقطاعات الصيد البحري والسياحة وتربية الأحياء المائية، ما يضع المجتمعات الساحلية الأفريقية أمام تهديد اقتصادي ومعيشي متزايد.
وتلعب المحيطات دورا مهما في تنظيم المناخ على الكوكب، إذ تمتص 90% من الحرارة الزائدة و23% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناجمة عن الأنشطة البشرية، كما تعد مصدر 85% من بخار الماء في الغلاف الجوي وتنتج 50% من الأكسجين الذي نحتاجه.
وكانت دراسة مماثلة قد كشفت أن موجات الحر البحرية لعام 2023 حطمت كل الأرقام القياسية المعروفة -إذ كانت أقوى وأطول- وغطت مساحات أكبر من أي وقت مضى، كما لم تكن موجة واحدة، بل كانت موجات عديدة متداخلة وممتدة.
0 تعليق