Published On 3/10/20253/10/2025
|آخر تحديث: 08:48 (توقيت مكة)آخر تحديث: 08:48 (توقيت مكة)
تداخلت مواضع الاشتباك بين المقاومة الفلسطينية والقوات الإسرائيلية إلى درجات غير مسبوقة، ما أدى إلى تحييد القوة الجوية والمدفعية الإسرائيلية بشكل كامل، ودفع المعارك نحو القتال المباشر من النقطة صفر، وصولًا لمرحلة السلاح الأبيض في بعض المناطق.
وأوضح الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد حاتم كريم الفلاحي خلال فقرة التحليل العسكري أن العمليات العسكرية تتوزع حاليا في مناطق مختلفة من قطاع غزة، شملت الشرق والغرب والوسط والجنوب.
بينما تتركز في المنطقة الشمالية ضمن محورين رئيسيين: الشمالي الشرقي والشمالي الغربي، إضافة إلى المنطقة الشرقية من مدينة غزة والمحور الجنوبي باتجاه تل الهوا.
في هذا السياق الميداني، شهدت منطقة تل الهوا عمليتين نوعيتين متزامنتين، استهدفت الأولى تدمير دبابة ميركافا بعبوة ناسفة، وتزامنت مع اشتباك مباشر ضد قوة إسرائيلية بالقرب من ناقلتي جنود.
وتمكنت فصائل المقاومة من تأمين غطاء ناري كثيف سمح للمقاتلين بالوصول وإلقاء العبوات داخل الناقلتين قبل الانسحاب بنجاح، في مشهد يعكس مستوى التنسيق العالي بين وحدات المقاومة.
وأشار الفلاحي إلى أن هذا التداخل الكبير في المواضع يكشف القدرات القتالية الحقيقية للمقاومة، حيث يظهر التفوق التكتيكي عندما تُحيّد الميزة الجوية والنارية للاحتلال.
وفي هذه المرحلة من المواجهة، يتحول القتال إلى مواجهة مباشرة تعتمد على المهارة والتدريب الميداني أكثر من التفوق التقني والتكنولوجي.
وعلى صعيد القوات المشاركة في العمليات، تعمل في المنطقة الوسطى الكتيبة 414، وهي كتيبة استخبارات تابعة للفرقة 143 المعروفة بـ"فرقة غزة"، وتتمثل مهمتها في جمع المعلومات الاستخباراتية وتذليل العقبات أمام تقدم القوات الإسرائيلية.
عمليات نوعية
وجاءت العمليات النوعية في مناطق الشمال والوسط متزامنة مع محاولات التقدم هذه، في ظل انتشار عسكري واسع للاحتلال.
إعلان
ولفت الفلاحي إلى أن شراسة المعارك تزداد بشكل طردي مع محاولات التوغل الإسرائيلي، حيث تصبح المواضع أكثر تداخلا.
ويرتبط ذلك مباشرة بمبدأ عسكري أساسي في الهجوم يتعلق بـ"الزخم الناري"، فعندما يقل هذا الزخم ويتباطأ تقدم القوات المهاجمة، تبدأ "العمليات التعرضية" من المدافعين بالظهور بقوة وفعالية أكبر.
وفي قراءته لوتيرة التقدم الميداني، أكد أن الجيش الإسرائيلي يتقدم ببطء شديد، وبمجرد أن يخف زخم تقدمه تنطلق العمليات العسكرية للمقاومة في مناطق متعددة، وهو ما يعكس حجم الترتيبات الكبيرة والقدرات المتاحة في الداخل رغم كل الظروف الميدانية الصعبة.
وفيما يتعلق بأهداف القصف الجوي المكثف، أوضح الفلاحي أن الاحتلال يلجأ إلى تكثيف القصف الممنهج على المناطق المدنية الكثيفة سكانيا عندما يعجز عن تحقيق تقدم ميداني ملموس.
ويهدف هذا القصف إلى الضغط على قيادة المقاومة وإجبارها على تقديم تنازلات، خاصة في ظل الحديث عن مشاريع لوقف إطلاق النار، حيث يستخدم الاحتلال كل ما لديه من إمكانيات ضغط عبر القصف المدفعي والجوي وعمليات التطويق التي نُفذت خلال اليومين الماضيين.
وكان جيش الاحتلال أعلن يوم 21 سبتمبر/أيلول الماضي تعميق عملياته البرية بمدينة غزة ضمن خطة أقرتها حكومته لاحتلال القطاع تدريجيا، بدأ تنفيذها يوم 11 أغسطس/آب الماضي، وشملت توغلا بريا بعدة محاور بالمدينة.
وقد دأبت فصائل المقاومة في قطاع غزة على توثيق عملياتها ضد قوات جيش الاحتلال وآلياته في مختلف محاور القتال منذ بدء العملية البرية الإسرائيلية يوم 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
كما دأبت الفصائل على نصب كمائن محكمة ناجحة ضد جيش الاحتلال كبدته خسائر بشرية كبيرة، فضلا عن تدمير مئات الآليات العسكرية وإعطابها، إضافة إلى قصف مدن ومستوطنات بصواريخ متوسطة وبعيدة المدى.
0 تعليق