حاولت أربيها.. اعترافات الأم التي أشعلت النار في ابنتها بالعياط - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
اعتبرت الام ان سلوك ابنتها سيء: ملابس ضيقة "خادشة للحياء"، وخروج متكرر من المنزل، وعودة في ساعات متأخرة من الليل بعد سنوات من التحذيرات والتهديدات اشعلت الأم النار بابنتها مستخدمة البنزين، وفي لحظة غاب فيها العقل وسيطر عليها الغضب

على سرير أبيض في أحد مستشفيات العياط، ترقد شابة في الخامسة والعشرين من عمرها، تحولت ملامحها إلى خريطة من الألم بفعل حروق بالغة غطت جسدها. لم يكن الفاعل عدوًا مجهولاً، بل كانت الكلمات التي همست بها بصوت متقطع للمحققين تحمل ثقل المأساة كلها: "أمي هي التي فعلت ذلك".

سمعة العائلة ونار التمرد

في إحدى مناطق مدينة العياط بمحافظة الجيزة، كانت تعيش الأم وابنتها حياة تبدو عادية للوهلة الأولى. الابنة، شابة تبلغ من العمر 25 عامًا، تعمل في شركة نظافة لتساعد في إعالة أسرتها. لكن خلف جدران المنزل، كان الصراع يشتعل ببطء، مدفوعًا بتصادم بين جيلين؛ جيل الأم الذي تحكمه العادات والتقاليد، وجيل الابنة الذي يتطلع إلى مساحة من الحرية الشخصية.

ملابس ضيقة وتأخر ليلي

بدأت المشاكل تتفاقم بسبب ما اعتبرته الأم "سوء سلوك" من ابنتها. كانت الشكاوى متكررة: ملابس ضيقة "خادشة للحياء"، وخروج متكرر من المنزل، وعودة في ساعات متأخرة من الليل. وبحسب اعترافات الأم، فإن هذه التصرفات لم تكن مجرد تمرد شبابي، بل أصبحت "تشويهاً لسمعتها" في المنطقة، وهو ما لم تستطع تحمله. محاولاتها لمنع ابنتها باءت بالفشل، ومع كل يوم، كان جدار الصبر يتآكل.


زجاجة بنزين تنهي الجدال

في يوم الواقعة المشؤوم، وصل الصراع إلى ذروته. بعد سنوات من التحذيرات والتهديدات التي لم تجدِ نفعًا، قررت الأم أن تأخذ زمام الأمور بطريقة مروعة. أحضرت زجاجة بنزين، وفي لحظة غاب فيها العقل وسيطر عليها الغضب، سكبت السائل القابل للاشتعال على جسد ابنتها، ثم أشعلت النار، محولةً خلافًا عائليًا إلى جريمة مكتملة الأركان.

جسد محترق وأم خلف القضبان

هرع الجيران على صرخات الابنة، وتم نقلها إلى المستشفى مصابة بحروق بالغة في جميع أنحاء الجسم. لم تتردد الفتاة في اتهام والدتها، وسرعان ما تمكنت قوات الأمن من إلقاء القبض على الأم المتهمة. وبمواجهتها، اعترفت بتفاصيل الجريمة، مبررة فعلتها بأنها كانت تحاول "تأديبها" بعد أن فشلت كل الطرق الأخرى. تم تحرير محضر بالواقعة، وأُخطرت النيابة العامة التي تولت التحقيق في هذه المأساة الإنسانية.

 بينما تقف الأم الآن في مواجهة العدالة، وتصارع الابنة آلامها على سرير المستشفى، يبقى السؤال معلقًا في الهواء: أين هو الخط الفاصل بين التربية والعنف، وبين الخوف على السمعة وتدمير حياة أقرب الناس إلينا؟ قصة مأساوية تكشف كيف يمكن أن يتحول الحب إلى أقسى أشكال العقاب.

0 تعليق