في أول تعليق له على الاحتجاجات التي تشهدها البلاد، أعلن رئيس الوزراء المغربي عزيز أخنوش، الخميس، عن مقتل ثلاثة أشخاص خلال أعمال العنف التي رافقت التظاهرات.
وفي الوقت نفسه، أبدى استعداد حكومته لـ"الحوار والنقاش من داخل المؤسسات" استجابة للمطالب الاجتماعية.
حراك "جيل زد 212"
تأتي تصريحات أخنوش بعد خمسة أيام من الاحتجاجات التي دعت إليها حركة "جيل زد 212" الشبابية للمطالبة بإصلاحات في قطاعي الصحة والتعليم. وشهدت الأيام الماضية تصعيداً خطيراً، خاصة مساء الأربعاء، حيث تحولت بعض التجمعات إلى أعمال عنف، كان أبرزها محاولة اقتحام ثكنة عسكرية جنوب البلاد.
دعوة للحوار
قال رئيس الوزراء عزيز أخنوش: "سجلنا للأسف مقتل ثلاثة أشخاص إثر الأحداث المؤسفة التي شهدناها خلال اليومين الماضيين".
وأوضح المتحدث باسم وزارة الداخلية، رشيد الخلفي، أن القتلى الثلاثة سقطوا برصاص رجال الدرك "دفاعاً عن النفس" أثناء محاولتهم اقتحام الثكنة. وأضاف أخنوش أن التطورات "شهدت تصعيداً خطيراً مس بالأمن وأدى لإصابة مئات من أفراد الأمن".
وفي شق سياسي، أكد رئيس الحكومة استعداد حكومته للحوار، مشيراً إلى أن "المقاربة المبنية على الحوار هي السبيل الوحيد لمواجهة الإشكالات في المغرب".
استراتيجية مزدوجة لاحتواء الأزمة
سياسياً، يمثل خطاب أخنوش محاولة لاستعادة زمام المبادرة بعد أيام من الصمت. الخطاب يتبع استراتيجية مزدوجة: فمن جهة، يرسل رسالة حزم عبر تأكيد حصيلة الضحايا ودعم الرواية الرسمية حول "الدفاع عن النفس"، مما يبرر التعامل الأمني مع أعمال العنف. ومن جهة أخرى، يقدم "غصن زيتون" عبر الإعلان عن الاستعداد للحوار، في محاولة لفصل المحتجين السلميين عن مثيري الشغب وامتصاص غضب الشارع.
إن شرط الحوار "من داخل المؤسسات" هو دعوة لإنهاء الاحتجاجات في الشارع ونقل النقاش إلى القنوات الرسمية.
0 تعليق