في تحرك دبلوماسي لافت، حذرت وزيرة الدفاع الإسبانية من أن دخول "أسطول الصمود" منطقة حظر الاحتلال الإسرائيلية قد يعرض حياة الكثيرين للخطر، مؤكدة أن سفينة حربية إسبانية تتابع الأسطول عن كثب في خطوة تعكس القلق الأوروبي المتزايد من حدوث تصعيد في مياه المتوسط.
يأتي الموقف الإسباني في وقت يواصل فيه "أسطول الصمود العالمي" إبحاره نحو قطاع غزة بهدف كسر الحصار . وتكتسب هذه التصريحات أهميتها كونها صادرة عن دولة أوروبية وعضو في حلف الناتو، مما يضيف بعداً دولياً رسمياً لمهمة الأسطول التي كانت تعتبر في السابق ضمن إطار النشاط المدني.
تحذير ومراقبة ودعوة للمسؤولية
أدلت وزيرة الدفاع الإسبانية بسلسلة من التصريحات الحاسمة التي حددت موقف بلادها بدقة، وتضمنت:
التحذير من الخطر: التأكيد على أن دخول منطقة الحظر التي فرضتها تل أبيب "قد يعرض حياة كثيرين للخطر" .
المراقبة العسكرية المحدودة: الكشف عن أن السفينة الحربية "فورور" تتابع الأسطول، مع التشديد على أنها "لن تتدخل إلا في حالة الضرورة القصوى" .
الدعوة للمسؤولية: توجيه نداء مباشر لمنظمي الأسطول بضرورة "التصرف بمسؤولية" .
تأتي هذه التصريحات بينما أعلن الأسطول أنه على بعد 90 ميلاً بحرياً فقط من غزة ، وفي وقت يبذل فيه وزير خارجية إيطاليا جهوداً دبلوماسية مع نظيره التركي لتجنب التصعيد .
رسالة إسبانية مزدوجة
يمثل الموقف الإسباني رسالة دبلوماسية مركبة؛ فمن ناحية، تنأى مدريد بنفسها عن دعم مهمة الأسطول عبر دعوتها للمسؤولية وتحذيرها من الخطر . ومن ناحية أخرى، فإن وجود سفينة حربية تراقبه يرفع من الكلفة السياسية لأي عمل عسكري للاحتلال الإسرائيلي محتمل ضده. إن عبارة "لن تتدخل إلا في حالة الضرورة القصوى" تضع خطاً غير واضح لكنه موجود، قد يدفع جميع الأطراف إلى ضبط النفس لتجنب أزمة دولية.
محاولة أوروبية للاحتواء
تأتي التصريحات الإسبانية في سياق إقليمي متوتر، يتزامن مع عمليات نسف لمبانٍ سكنية في غزة وقصف على جنوب لبنان . وبذلك، يتحول الموقف الإسباني من مجرد تعليق على حدث معزول إلى جزء من محاولة أوروبية أوسع، تشارك فيها إيطاليا أيضاً ، لاحتواء الأزمة ومنعها من التسبب في تصعيد إقليمي جديد.
0 تعليق