الذهب يسجل قمة تاريخية فوق 3800 دولار.. ومخاوف الإغلاق الأمريكي تشعل أسعار المعادن - الأول نيوز

قفز سعر الذهب إلى مستوى قياسي جديد وغير مسبوق، متجاوزاً حاجز 3800 دولار للأونصة (الأوقية) للمرة الأولى في تاريخه، اليوم الإثنين، في ظل إقبال المستثمرين على الملاذات الآمنة مدفوعين بمخاوف متزايدة من إغلاق وشيك للحكومة الفيدرالية الأمريكية.

يأتي هذا الارتفاع الصاروخي للذهب ضمن موجة صعود قوية شملت كافة المعادن الثمينة، حيث سجلت الفضة والبلاتين والبلاديوم قممًا سعرية جديدة، وسط حالة من عدم اليقين تسيطر على الأسواق بشأن مصير بيانات اقتصادية حاسمة وتوجهات السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي).

الإغلاق الحكومي يهدد البيانات ويدعم الذهب

تتجه أنظار المستثمرين إلى واشنطن، حيث من المقرر عقد اجتماع حاسم اليوم بين الرئيس دونالد ترمب وقادة الكونغرس، وذلك قبل 24 ساعة فقط من الموعد النهائي لتمويل الحكومة، وفي حال فشل المفاوضات ووقوع الإغلاق، فإن إصدار بيانات حيوية، وعلى رأسها تقرير الوظائف الشهري المقرر يوم الجمعة، سيكون مهدداً.

ويزيد هذا الغموض من جاذبية الذهب، حيث إن أي مؤشرات على ضعف سوق العمل كانت ستعزز من توقعات الأسواق بأن يتجه الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل خلال أكتوبر، وهو سيناريو يصب مباشرة في مصلحة الذهب كونه أصلاً لا يدرّ عائداً. وقد واصل المعدن الأصفر مكاسبه للأسبوع السادس على التوالي، مسجلاً اليوم ارتفاعاً بنسبة 1.4% ليصل إلى 3812.05 دولار للأونصة.

الفضة والبلاتين والبلاديوم في سباق الصعود

لم يقتصر الصعود على الذهب وحده، فقد شهدت بقية المعادن الثمينة ارتفاعات قياسية مدفوعة بشح المعروض وتدفقات استثمارية قوية إلى الصناديق المتداولة المدعومة بها:

الفضة: قفزت إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2011، وتم تداولها مرتفعة بنسبة 1.5% عند 45.75 دولار للأوقية.

البلاتين: صعد بنسبة 2.6% ليصل إلى 1600 دولار للأونصة للمرة الأولى منذ 2013.

البلاديوم: سجل ارتفاعاً هائلاً بنسبة 22.4% ليصل إلى أعلى مستوى له منذ يوليو.

وحذر محللون من أن المخاوف من فرض رسوم جمركية أمريكية على واردات البلاديوم قد تزيد من تفاقم أزمة المعروض في السوق.

خبراء: استقلالية "الفيدرالي" تزيد جاذبية الذهب

اعتبر خبراء لدى بنك "باركليز" أن سعر الذهب الحالي ليس مبالغاً فيه، بل يجب أن يتضمن "علاوة مرتبطة بالمخاطر الناجمة عن احتمال تراجع استقلالية الفيدرالي"، في إشارة إلى المعارك القانونية بين الإدارة الأمريكية وأعضاء في مجلس الاحتياطي. وأضاف الخبراء أن هذا الوضع يجعل من الذهب "وسيلة تحوّط ذات قيمة مفاجئة".

ويتجه الذهب لتسجيل مكاسب للربع الثالث على التوالي، مدعوماً بطلب قوي من البنوك المركزية، وتوقعات إيجابية من بنوك استثمارية كبرى مثل "غولدمان ساكس" و"دويتشه بنك" باستمرار هذا الاتجاه الصعودي.