في تزامن مأساوي، وبينما أعلنت الأمم المتحدة رسمياً عن تفشي المجاعة في قطاع غزة لأول مرة في تاريخ الشرق الأوسط، وسّع جيش الاحتلال عدوانه الوحشي على مدينة غزة، تمهيداً لعملية اجتياح وشيكة تهدف إلى احتلالها بالكامل، وسط ارتكابه مجازر جديدة ودفعه مئات الآلاف من السكان إلى النزوح القسري في ظروف إنسانية كارثية.
ويأتي هذا التصعيد الميداني، الذي رفع حصيلة الشهداء إلى أكثر من 66 ألفاً، قبيل ساعات من قمة حاسمة تجمع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بالرئيس الأمريكي دونالد ترمب في واشنطن، لبحث خطة لإنهاء الحرب، في ظل تحذيرات داخلية من قيادة جيش الاحتلال نفسه من غياب أي هدف سياسي للعملية العسكرية.
مجاعة "كارثية" معلنة وحصار خانق
في تطور هو الأخطر على الصعيد الإنساني، أكدت الأمم المتحدة ومنظماتها المتخصصة أن محافظة غزة تشهد مجاعة حقيقية، حيث يواجه نحو نصف مليون شخص جوعاً "كارثياً". ويأتي هذا الإعلان بعد أشهر من التحذيرات من سياسة التجويع الممنهج التي يتبعها كيان الاحتلال عبر إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات.
وتتفاقم الكارثة مع استمرار قوات الاحتلال في استهداف تجمعات المدنيين الجائعين الذين ينتظرون المساعدات، مما أدى إلى ارتقاء أكثر من 2,566 شهيداً برصاص الاحتلال أثناء محاولتهم الحصول على لقمة العيش.
تصعيد عسكري واسع.. قصف يستهدف كل شيء
ميدانياً، بدأ جيش الاحتلال سلسلة هجمات واسعة ومركزة على أحياء مدينة غزة، لا سيما تل الهوا، والشيخ رضوان، والرمال، والصبرة، حيث دمر مربعات سكنية بأكملها.
وأفاد الدفاع المدني بأن آلاف السكان محاصرون تحت القصف الجوي والمدفعي العنيف.
وشمل العدوان استهدافاً مباشراً لمحيط المستشفيات، كقصف مستشفى الحلو الذي يضم مرضى سرطان وأطفالاً خُدّجاً، ومحيط مستشفى الشفاء، في انتهاك صارخ للقانون الدولي.
وتترافق الغارات مع أوامر إخلاء جديدة تجبر مئات الآلاف على النزوح القسري نحو المجهول.
خلافات في تل أبيب وقمة في واشنطن
على الصعيد السياسي، كشفت القناة 13 العبرية عن وثيقة سرية رفعها رئيس أركان جيش الاحتلال، أيال زمير، حذر فيها من أن العمليات العسكرية في غزة تفتقر إلى هدف سياسي واضح، وأن الجيش يعود لنفس الأماكن مراراً، مما يعرض الجنود والأسرى للخطر.
ويأتي الكشف عن هذه الخلافات الداخلية في وقت يتجه فيه نتنياهو للقاء ترامب لبحث خطة إنهاء الحرب.
وبينما يبدي ترمب تفاؤلاً بالتوصل لاتفاق، يواصل نتنياهو رفضه قيام دولة فلسطينية.
من جهتها، اعتبرت حركة حماس التصعيد "رسالة تحدٍ سافرة للمجتمع الدولي"، مؤكدة أنها لم تتسلم أي خطة أمريكية حتى الآن.
حصيلة الضحايا تواصل الارتفاع
أعلنت المصادر الطبية في غزة، الأحد، ارتفاع الحصيلة الإجمالية للعدوان منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 66,005 شهداء و168,162 مصاباً.
ووصل إلى المستشفيات خلال الـ 24 ساعة الماضية فقط 79 شهيداً و379 مصاباً، فيما لا يزال عدد كبير من الضحايا تحت الأنقاض.
0 تعليق