حمى الذهب الجديدة.. لماذا تتسابق البنوك المركزية والمستثمرون والأفراد على شراء المعدن الأصفر؟ - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
 تقرير حديث لمجلس الذهب العالمي يظهر أن البنوك المركزية حول العالم أضافت نحو 166 طناً من الذهب إلى احتياطاتها خلال الربع الثاني من عام 2025

منذ فجر التاريخ، ارتبط الذهب بالثروة والقوة، لكن في خضم الأزمات الجيوسياسية والاقتصادية التي يعيشها العالم اليوم، يشهد المعدن الأصفر "حمى شراء" غير مسبوقة، لا تقتصر على المستثمرين الأفراد، بل تقودها البنوك المركزية العالمية وصناديق الاستثمار الكبرى. هذا الطلب المتزايد، الذي رفع القيمة السوقية الإجمالية للذهب المستخرج عبر التاريخ إلى ما يقارب 23 تريليون دولار، يطرح سؤالاً مهماً: ما الذي يدفع الجميع نحو هذا الملاذ الآمن الآن؟


البنوك المركزية تقود موجة الشراء والهدف "التخلص من الدولرة"

أظهر تقرير حديث لمجلس الذهب العالمي أن البنوك المركزية حول العالم أضافت نحو 166 طناً من الذهب إلى احتياطاتها خلال الربع الثاني من عام 2025 فقط. ورغم أن هذا الرقم أقل من بعض الفترات السابقة، إلا أنه يبقى أعلى بكثير من المتوسطات التاريخية.

ويرى محللون أن هذا التوجه لا يعكس مجرد استثمار تقليدي، بل هو جزء من استراتيجية عالمية متنامية تُعرف بـ "التخلص من الدولرة" (De-dollarization). ففي ظل استخدام الدولار الأمريكي كأداة في الصراعات الجيوسياسية، تسعى العديد من الدول، خاصة في الأسواق الناشئة، إلى تقليل اعتمادها على الدولار في احتياطاتها وتنويعها بالذهب، الذي لا يخضع لسيطرة أي دولة بمفردها.

صناديق الاستثمار تسجل أقوى أداء منذ 2020

على صعيد الاستثمار المؤسسي، ارتفع الطلب العالمي على الذهب بنسبة 3% في الربع الثاني من 2025 ليصل إلى 1249 طناً، مدفوعاً بشكل أساسي بالاستثمارات في الصناديق المتداولة المدعومة بالذهب (ETFs)، والتي سجلت تدفقات قوية بلغت 397 طناً خلال النصف الأول من العام، وهو أقوى أداء نصف سنوي لها منذ عام 2020.

وبلغت قيمة الطلب الاستثماري الإجمالي على الذهب نحو 132 مليار دولار في الربع الثاني، بزيادة هائلة تقدر بـ 45% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، وذلك نتيجة ارتفاع أسعار الأونصة إلى مستويات تاريخية. ويأتي هذا الإقبال في ظل توجه البنوك المركزية الكبرى، مثل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، نحو خفض أسعار الفائدة، مما يقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب الذي لا يدر عائداً.

الأفراد.. ثروات هائلة في خزائن العائلات الهندية

ولا يقتصر هذا التوجه على المؤسسات الكبرى، بل يمتد إلى الأفراد الذين يسعون لحماية مدخراتهم من التضخم وتقلبات العملات. ويُعد المثال الأبرز على ذلك هو الهند، حيث تُقدر ملكية العائلات الهندية من الذهب بحوالي 25 ألف طن، وهو ما يُعتبر أكبر حيازة خاصة للذهب في العالم، ويفوق احتياطيات الولايات المتحدة وألمانيا مجتمعتين.

تاريخ من الثروة

وتشير تقديرات مجلس الذهب العالمي إلى أنه تم استخراج حوالي 216 ألف طن من الذهب عبر التاريخ. والمفارقة اللافتة هي أن نحو ثلثي هذه الكمية الهائلة (حوالي 144 ألف طن) قد تم استخراجها منذ عام 1950 فقط، مما يعكس التطور الهائل في تكنولوجيا التعدين.

0 تعليق