أكد الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، أن وضع بلاده كقوة نووية "غير قابل للتفاوض أو المقايضة"، موجهاً بتعبئة كافة الموارد لـ"شحذ الدرع والسيف النوويين" لضمان أمن البلاد ومستقبلها.
جاءت تصريحات كيم، التي نقلتها وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية السبت، خلال اجتماع مع كبار العلماء والمسؤولين في معاهد أبحاث الأسلحة النووية، حيث شدد على أن مواصلة تطوير قدرات الردع النووي تمثل "الأولوية القصوى" لبيونغ يانغ.
نزع السلاح "مستبعد بشكل قاطع"
تجاوزت تصريحات كيم هذه المرة الخطاب السياسي المعتاد، حيث ربطها بأساس تشريعي، مؤكداً أن حيازة الأسلحة النووية "منصوص عليها في القانون"، وأن الحكومة ملزمة بحماية هذا الحق، وبالتالي فإن نزع السلاح النووي "مستبعد بشكل قاطع" ولن يتم مقايضته أبداً برفع العقوبات.
وكان برلمان كوريا الشمالية قد أقر بالفعل تعديلات دستورية ترسخ مكانة البلاد كقوة نووية، مما يجعل التخلي عن هذا البرنامج بمثابة مخالفة لدستور الدولة. ووصف كيم جونغ أون القدرة النووية الاستراتيجية بأنها "ضمانة موثوقة للأمن المستقبلي".
سياق من التوتر الإقليمي
تأتي هذه التأكيدات في وقت يتصاعد فيه التوتر في شبه الجزيرة الكورية، خاصة مع انطلاق مناورات "فريدوم إيدج" العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان هذا الشهر، والتي تصفها بيونغ يانغ بأنها "استفزازية" و"بروفة للغزو".
من جهته، وفي تعليق يعكس حجم القلق في سيول، صرح الرئيس الكوري الجنوبي، يون سوك يول، بأن جارتهم الشمالية تتبع منذ عقود برنامجاً نووياً سرياً لتخصيب اليورانيوم، وأن التقديرات تشير إلى امتلاكها القدرة على إنتاج ما يصل إلى 20 سلاحاً نووياً سنوياً.
وكان الزعيم الكوري الشمالي قد أعلن في وقت سابق عن امتلاك بلاده "سلاحاً سرياً جديداً"، مؤكداً تحقيق تقدم ملحوظ في مجال الأبحاث الدفاعية، مما يشير إلى أن بيونغ يانغ ماضية في استراتيجيتها لتطوير ترسانتها كماً ونوعاً، بغض النظر عن الضغوط والعقوبات الدولية.
0 تعليق