في كشف أثري يُعيد كتابة فصول من تاريخ شبه الجزيرة العربية، أعلنت هيئة التراث السعودية عن اكتشاف تاريخي هائل في موقع "مصيون" بمنطقة تبوك، يتمثل في أقدم مستوطنة بشرية ذات طابع معماري مُنظم يتم توثيقها حتى الآن، حيث يقدر عمرها بأكثر من 11 ألف عام، مما يقدم رؤى جديدة حول حياة الإنسان في حقبة العصر الحجري الحديث.
تفاصيل الاكتشاف الأثري في "مصيون"
أوضحت هيئة التراث، اليوم الخميس، أن الأدلة العلمية التي تم التوصل إليها في موقع "مصيون" الأثري، الواقع شمال غرب المملكة العربية السعودية، تشير إلى وجود استيطان بشري منظم يعود تاريخه إلى ما بين 10,300 و 11,300 سنة من وقتنا الحاضر. هذا الاكتشاف لا يبرز العمق التاريخي للمنطقة فحسب، بل يضعها على خارطة أهم المواقع الأثرية عالميًا لفهم تطور المجتمعات البشرية المبكرة.
إعلان رسمي وتأكيد لأهمية الكشف
وتأكيدًا على أهمية هذا الإنجاز، صرّح صاحب السمو الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة السعودي، عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس" قائلًا: "اكتشف زملائي في هيئة التراث، بالتعاون مع الأصدقاء في الجامعة اليابانية، في مصيون شمال غربي تبوك أقدم مستوطنة بشرية معمارية معروفة في الجزيرة العربية يعود تاريخها إلى العصر الحجري الحديث". ويعكس هذا التعاون الدولي المثمر الجهود الحثيثة للمملكة في استكشاف وإبراز إرثها الحضاري العريق.
السعودية: كنز من الآثار والتراث الإنساني
ويُضاف اكتشاف "مصيون" إلى سلسلة طويلة من المواقع الأثرية التي تزخر بها المملكة العربية السعودية، والتي تروي قصة حضارات متعاقبة منذ فجر التاريخ. فمن مدائن صالح المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، إلى العلا والدرعية التاريخية، وقرية الفاو، والنقوش الصخرية في حائل، يمثل كل موقع شاهدًا حيًا على الدور المحوري الذي لعبته أرض المملكة كمهد للحضارات وملتقى لطرق التجارة القديمة. ويُعزز هذا الكشف الجديد من مكانة السعودية كوجهة عالمية للباحثين والمهتمين بالتاريخ والآثار الإنسانية.
0 تعليق