يبدو أن العلاقة بين كريستيانو رونالدو ومنتخب البرتغال تحولت إلى واحدة من أكثر المعادلات الرياضية تعقيدا في كرة القدم الحديثة؛ معادلة يتجادل حولها الخبراء والجماهير دون توقف، وتتجدد الأسئلة كلما غاب القائد المخضرم أو عاد ليخطف الأضواء كعادته.
غيابه الأخير أمام أرمينيا، والذي انتهى بفوز ساحق 9-1، أعاد النقاش إلى نقطة البداية: هل تحتاج البرتغال إلى رونالدو، أم أن البرتغال أصبحت قادرة على الازدهار بدونه؟ ورغم أن تلك التساؤلات تبدو سطحية عند النظرة الأولى، فإنها تخفي خلفها جدلية أعمق بكثير حول تأثير الأسطورة، داخل وخارج الملعب.
مدرب المنتخب، روبرتو مارتينيز، كان واضحا في رسالته: الفريق لا يقاس بنتيجة مباراة واحدة، ولا بوجود لاعب أو غيابه. بالنسبة له، رونالدو عنصر حاسم ليس في تسجيل الأهداف فقط، بل في صياغة شخصية غرفة الملابس، وبناء عقلية الانتصار التي لا تزال ترافق هذا الجيل.
ورغم كل الجدل، تستمر لغة الأرقام في كشف وجه آخر للحقيقة. فالرجل الذي شارف على الـ41 عاما ما زال يحافظ على معدل تهديفي مذهل، فاق ما حققه تحت قيادة سانتوس أو بينتو، وواصل تحطيم الأرقام في التصفيات والمنافسات القارية والدولية. كما كان له دور مباشر في تتويج البرتغال بلقب دوري الأمم الأوروبية 2025، مؤكدا أن عمره مجرد رقم، وأن تأثيره لا يزال حاضرا بقوة.
ومع ذلك، فإن فوزين كبيرين بنتائج 9-0 و9-1 في غيابه لا يمكن تجاهلهما، ولا يمكن أيضا البناء عليهما لتحديد مستقبل هداف تاريخي صنع جزءا كبيرا من هوية “برازيل أوروبا”.
ومع اقتراب كأس العالم 2026، يبقى السؤال الحقيقي—الذي يتجنبه الجميع—هو: هل تبحث البرتغال عن بديل لرونالدو، أم أنها لا تزال تبني خططها حوله؟
سؤال يبدو بسيطا… لكنه في الواقع أكثر تعقيدا مما يبدو بكثير.

0 تعليق