Published On 17/11/202517/11/2025
|آخر تحديث: 14:33 (توقيت مكة)آخر تحديث: 14:33 (توقيت مكة)
أثار تحقيق لصحيفة هآرتس موجة غضب واسعة عبر منصات التواصل الاجتماعي بعد كشفه أن عشرات الفلسطينيين من غزة غادروا القطاع خلال الأشهر الماضية عبر رحلات اقتصادية منخفضة التكاليف نظمتها جهة غامضة تدعى "المجد".
وتدعي "المجد" أنها منظمة إنسانية، وفق التحقيق، رغم عدم وجودها قانونيا في الأماكن التي تزعم العمل منها، كما تبين ارتباطها بشخص يحمل الجنسية الإسرائيلية الإستونية يدعى تومر جانار ليند.
هآرتس: مؤسسة مجهولة تدعي أنها إغاثية ويديرها إسرائيلي من إستونيا أخرجت مئات السكان الغزيين من القطاع#غزة #الجزيرة_مباشر pic.twitter.com/NYv455ZQjw
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) November 17, 2025
ووفق الموقع الإلكتروني للمنظمة، فهي مؤسسة تهدف إلى "تقديم المساعدة للمجتمعات المسلمة في مناطق الحروب"، إلا أن التحقيق كشف أن المنظمة غير مسجلة في ألمانيا ولا في القدس الشرقية كما تدعي، وأن موقعها أُنشئ فقط في فبراير/شباط الماضي، في حين لا تعمل روابطها على شبكات التواصل الاجتماعي.
اقرأ أيضا
list of 2 items end of listرحلة مشبوهة إلى جنوب أفريقيا
تزايدت علامات الاستفهام بعد وصول طائرة تقل 160 فلسطينيا من غزة إلى مطار "أو آر تامبو" في جوهانسبرغ عبر رحلة غير معتادة نظمتها مؤسسة غير مسجلة تدعى "المجد أوروبا"، التي جمعت مبالغ مالية من المسافرين.
جمعية غامضة يملكها إسرائيلي إستوني أخرجت مئات الغزيين من القطاع
تقدم الجمعية للفلسطينيين دفع نحو ألفي دولار مقابل ضمان مكان لهم على رحلة طيران مستأجرة إلى وجهات مثل إندونيسيا ماليزيا جنوب أفريقيا
في موقعها يُذكر أنها تأسست في ألمانيا ولها مكاتب في القدس الشرقية لكن صحيفة هآرتس… https://t.co/8ds73UZIbz pic.twitter.com/3td2E26v2e— Tamer | تامر (@tamerqdh) November 16, 2025
ورفضت السلطات الجنوب أفريقية السماح لهم بالنزول فورا بسبب عدم وجود أختام خروج في جوازاتهم وعدم تقدمهم بطلبات لجوء.
إعلان
ووفق صحيفة يديعوت أحرونوت، نُقل المسافرون بحافلات إسرائيلية إلى مطار رامون، ووضعوا على طائرة غير معلمة، هبطت أولا في نيروبي قبل الوصول إلى جوهانسبرغ، بعد حصول تل أبيب على إذن من دولة ثالثة لاستيعابهم، دون الكشف عن اسمها.
رحلة الغموض من غزة إلى جنوب أفريقيا
يورو عربية – 15 نوفمبر 2025
كانت الرحلة التي غادرت غزة تحت جنح الفوضى تحمل في ظاهرها طوق نجاة بسيطًا، رحلة تبدأ من معبر كرم أبو سالم وتتجه عبر مطار رامون إلى جوهانسبرغ، لكنّ تفاصيل الساعات التي سبقت المغادرة واللحظة التي حطت فيها الطائرة في… pic.twitter.com/BvNY3galFA
— Wisam Abulhaija (@A_Al_Journalist) November 15, 2025
وحوّل انتشار مقاطع فيديو للركاب داخل الطائرة الرحلة إلى لغز استقصائي أثار اهتمام الرأي العام بين النشطاء عبر منصات التواصل الاجتماعي.
اتصالات مبهمة
وتداول نشطاء شهادات لسكان غزة قالوا إنهم تلقوا اتصالات من أرقام أجنبية، بينها أرقام أوروبية، تعرض عليهم تسهيل خروجهم من القطاع مقابل مبالغ مالية كبيرة، مع طلب الدفع بالعملات الرقمية مثل "يو إس دي تي" (USDT) "حتى لا يُعرف مكان وصول الأموال".
وأشار آخرون إلى أن تكرار هذه القصص يعكس وجود شبكة وسطاء تعمل في مناطق رمادية، مستغلة الظروف الصعبة التي يعيشها السكان، دون أن تتوفر إثباتات قانونية حاسمة.
ورأى نشطاء أن الرحلة نفسها تطرح أسئلة أكثر من تلك التي تجيب عنها، إذ إن الخروج عبر معبر كرم أبو سالم يتطلب تنسيقا أمنيا حساسا، والانتقال إلى مطار رامون يشير إلى جهة قادرة على إدارة إجراءات معقدة، مما يعني أن العملية لم تكن عشوائية.
تهجير ناعم
اعتبر عدد من النشطاء أن ما جرى يمثل محاولة تهجير ناعمة لسكان قطاع غزة، من خلال إدخالهم في رحلات بلا وثائق رسمية ودون ضمانات واضحة، مما جعل مصيرهم مجهولا حتى بعد وصولهم إلى جنوب أفريقيا.
وكتب أحد النشطاء: "الخروج بلا عودة وبدون أوراق رسمية، هذا تهجير ناعم".
لكم الله يا اهل غزة
العدو بدء في عمليـ،،،،،ـات تهجير طوعي من غزة إلى عدة دول أفريقية وأوربية ومن يساعده في ذلك مؤسسة مجد أوروبا مقرها في القدس…
المؤسسة لديها مناديب في غزة يحصلون على الأموال باهظة مقابل هجرة كل شخص من غزة عبر معبر كرم أبو سالم بالتنسيق مع جيش العدو… pic.twitter.com/9uGxhFXZqa
— د. امينة العمادي????????♥️???????? (@Dr_Aminaalemadi) November 16, 2025
وقال آخر: "منظمة تهجيرية استغلت حاجة الناس وأخرجتهم دون إثبات هوية، في عملية منظمة ومدبرة".
وأثارت الشهادات التي تحدثت عن تجريد الركاب من ممتلكاتهم وحرمانهم من حقائبهم مخاوف إضافية، حيث يشير ذلك إلى أن العملية لم تكن عشوائية، بل كانت مخططة بدقة لتقييد قدراتهم على إثبات هويتهم أو العودة إلى قطاع غزة.
واعتبر ناشطون أن الفلسطينيين الذين أُخرجوا دون جوازات مختومة لقصد جهة مجهولة قد يكونون ضحايا خطة تهجير خبيثة، تظهر العملية على أنها هجرة طوعية، بينما الواقع يعكس عملية تهجير مدبرة ومقصودة.
واختتم آخرون بالتأكيد على أن هذا الأسلوب يندرج ضمن ما وصفه البعض بـ"التهجير الناعم"، الذي يهدف إلى تفادي ردود الفعل القانونية أو الدولية، مع الإبقاء على واجهة قانونية غير واضحة، ويثير التساؤلات حول مصير الفلسطينيين الذين أُخرجوا دون ضمانات أو وثائق رسمية.
إعلان

0 تعليق