منظمة يمينية أميركية سرية، أسسها تقنيون ورجال أعمال محافظون عام 2019 بهدف إعادة هندسة الحزب الجمهوري وحركة "لنعد مجد أميركا" (ماغا) على أسس مؤسسية طويلة الأمد من خلال شبكة مركزية تسيطر عليها مجموعات سياسية تنتمي إلى اليمين المحافظ.
ويرتبط اسم الشبكة بمستثمري وادي السيليكون وجيه دي فانس نائب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ورجل الأعمال والمفكر المحافظ كريس بوسكيرك.
النشأة والتأسيس
تعود جذور شبكة "روكبريدج" إلى عام 2019 عندما اجتمع عدد من التقنيين ورجال الأعمال اليمينيين الأميركيين في منتجع "روكبريدج" بولاية أوهايو في الولايات المتحدة.
وهدف الاجتماع إلى سد "مشكلة التنسيق" داخل اليمين الأميركي المحافظ، وتأمين مستقبل حركة "ماغا"، وإحداث تحول جذري في الحزب الجمهوري، وبناء بديل لشبكة "كوتش" يكون مواليا لترامب، إضافة إلى تمهيد الطريق لمسيرة فانس السياسية.
ودعا إلى الاجتماع كل من فانس والملياردير بيتر ثيل ورجل الأعمال والمفكر المحافظ بوسكيرك، في وقت حضرته شخصيات بارزة مثل وريثة صناديق التحوط ريبيكا ميرسر وتاكر كارلسون الإعلامي في قناة "فوكس نيوز" والخبير الاقتصادي أورين كاس.
ولاحقا تحول هذا الاجتماع إلى اجتماعات دورية ثم إلى كيان منظم يرأسه بوسكيرك وأطلق عليه اسم شبكة "روكبريدج"، وقد صنفت بأنها "نوع من شركات رأس المال الاستثماري السياسي"، وواحدة من "أكثر القوى تأثيرا في المشهد السياسي للحزب الجمهوري".
وفي أبريل/نيسان 2022 نظمت الشبكة مؤتمرها الأول وسط حضور واسع، وفي أبريل/نيسان 2024 عقدت مؤتمرا في منتجع مار إيه لاغو في ولاية فلوريدا، وقد ألقى فيه ترامب كلمة عبر الهاتف.
ونسب خبراء إستراتيجيون إلى الشبكة الفضل في إعادة انتخاب ترامب رئيسا للولايات المتحدة في انتخابات 2024 من خلال لجنة العمل السياسي التابعة لها (تيرن آوت فور أميركا)، وقد عملت اللجنة بجد في الولايات المتأرجحة لصالح ترامب.
كما ينسب إليها الفضل في وصول فانس إلى منصب نائب الرئيس. وفي أبريل/نيسان 2025 عقدت مؤتمرا بولاية فلوريدا تحت شعار "لنعد مجد أميركا" بحضور وزير الخزانة سكوت بيسنت ومديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد والمبعوث الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
إعلان
وفي يونيو/حزيران 2025 أعلنت "روكبريدج" نيتها تأسيس قسم إقليمي في قارة آسيا. وفي 24 سبتمبر/أيلول من العام نفسه أسست مقرا لها في مدينة سول عاصمة كوريا الجنوبية تحت اسم "روكبريدج كوريا"، وترأس مجلس إدارته كيم هاي يونغ.
وضم الفرع في عضويته كلا من رئيس مجموعة "شينسيجاي" تشونغ يونغ جين، ورئيس الوزراء الكوري السابق كيم بو كيوم، ووزير المالية السابق باك جاي وان، ورجل الأعمال التايواني ريتشارد تساي، ورجل الأعمال بارك بيونغ إيون.
الاسم
سميت الشبكة بهذا الاسم نسبة إلى محمية روكبريدج الواقعة في ولاية أوهايو بالولايات المتحدة، والتي احتضنت الاجتماع الأول لمؤسسيها.
وأطلق على المحمية هذا الاسم تيمنا بقوس حجري رملي طبيعي يقع بالقرب منها ويمتد طوله لنحو 30 مترا وعرضه من 3 أمتار إلى نحو 6 أمتار.
الأهداف
وفقا لمنشورات الشبكة، فإنها "تبني بنية تحتية سياسية راسخة"، و"تسعى جاهدة إلى استبدال مؤسسات الحزب الجمهوري الحالية بمؤسسات أكثر فاعلية".
كما وضعت لنفسها مجموعة من الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها، ومنها:
جمع المستثمرين الساخطين على الوضع السياسي الراهن. جمع رأس مال لتمويل مشاريع تزعزع استقرار أجندة الحزب الجمهوري لكنها تعززها. دعم الأفراد والمشاريع التي تنعش الولايات المتحدة. رفد الحزب الجمهوري بأفراد ومؤسسات فعالة وتوجيهها نحو العمل وتحقيق النجاح. بناء تحالف سياسي قادر على الفوز في الانتخابات العامة بنسبة 55% من أصوات الناخبين. السعي إلى مشاريع تحقق عوائد استثمارية ضخمة.وفي مطلع نوفمبر/تشرين الثاني 2025، قال بوسكيرك لصحيفة واشنطن بوست "نحن نسعى إلى بناء جسر بين الرأسماليين الأثرياء وأبناء الطبقة العاملة الذين يعتزمون تمثيلهم". واستخدم بوسكيرك ألفاظا لوصف جهوده وهي "العقول والمال والقاعدة".
الرؤية
تتبنى الشبكة رؤية تستند إليها في تنفيذ برامجها، تتمثل في "الاستفادة من رأس مال المستثمرين اليمينيين بالخبرة السياسية المناسبة لضمان تحقيق النتائج، والسعي إلى تحقيق الريادة السياسية".
وتضيف "سنحل محل النظام الجمهوري الحالي من مراكز الأبحاث والمؤسسات الإعلامية والجماعات الناشطة التي أسهمت في تراجع الحزب، بأشخاص ومؤسسات أكثر فعالية وأكثر توجها نحو العمل، وتركز على الفوز".
الأعضاء والميزانية
بحسب تقارير صحفية أميركية، فقد بلغ عدد أعضاء الشبكة 150 في نهاية 2023، وارتفع إلى 200 بحلول نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
وبلغت ميزانية الشبكة عام 2024 ما بين 70 و80 مليون دولار، في حين تراوحت تكلفة الحصول على عضويتها بين مئة ألف دولار للشريك المحدود ومليون دولار للشريك الرئيسي.
وتحصل الشبكة على أموالها من دعم رجال أعمال وتقنيين يعملون في وادي السيليكون، فضلا عن عدد من المانحين الجمهوريين التقليديين.
علاوة على ذلك، تعتمد الشبكة على شركة رأس المال الاستثماري "1789 كابيتال"، التي يديرها بوسكيرك، ويصفها بأنها نموذج لـ"الرأسمالية الوطنية".
وسائل العمل
تمارس الشبكة أنشطتها بسرية خوفا من "التعرض لهجمات من جانب المنتقدين الليبراليين والراغبين في الانضمام إلى الحزب الجمهوري".
إعلان
وعلى الرغم من ذلك، اتخذت الشبكة عددا من الوسائل للوصول إلى أهدافها، وفيما يلي أبرز هذه الوسائل:
بناء التحالفات: بتجميع وتنسيق أنشطة المجموعات اليمينية المحافظة، وعقد اجتماعات دورية لها، وتجميع اليمينيين الأميركيين. تسجيل الناخبين: وقد حددت الشبكة حوالي 260 ألف جمهوري لتسجيل الناخبين عبر المكالمات والرسائل النصية ورسائل البريد الإلكتروني.وفي سبيل ذلك جمعت قاعدة بيانات تضم ملفات تعريف شاملة للناخبين المحتملين من عضويات غير سياسية، بما في ذلك مجموعات الأنشطة الخارجية والكنائس، بهدف التحضير لانتخابات التجديد النصفي للكونغرس لعام 2026 والانتخابات الرئاسية 2028. العمل على إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية: بهدف التأثير على الخرائط الانتخابية للكونغرس، بحيث تحسم نتائجها لصالح اليمين المحافظ. دعم المبادرات الإعلامية.
مشاريع الشبكة
تركز "روكبريدج" جهودها على 5 مشاريع إستراتيجية رئيسية لتحقيق أهدافها، وهي:
" frameborder="0">
مشروع "روكبريدج ميديا"تقول الشبكة إن "وسائل الإعلام اليمينية المحافظة قوية لكنها غير منظمة وتفتقر إلى الرسائل الإستراتيجية، لذا فإن هدفها ينصب على بناء نظام بيئي محافظ جديد برعاية العديد من المبادرات".
وخصصت الشبكة جزءا كبيرا من ميزانيتها لتمويل أنشطة إعلامية متنوعة، تشمل استطلاعات الرأي، والتحقيقات الاستقصائية والأفلام الوثائقية وتأسيس فريق اتصالات سريع الاستجابة للناشطين والقادة المحافظين ورعاية التغطية الخاصة بالولايات المتحدة وبرامج التأثير.
الاستثمار في منصات التكنولوجيا اليمينيةبتأسيس وتمويل منصات تواصل اجتماعي موازية تعمل على نشر الأفكار اليمينية المحافظة.
مشروع الولايات المتأرجحةبهدف تحويل الولايات المتأرجحة (مثل أريزونا وميشيغان ونيفادا) إلى ولايات محافظة بـ"بناء قوة مركزية منظمة لليمين المحافظ، وتوظيف موظفين لتنسيق المجموعات اليمينية لضمان الفوز في هذه الولايات".
الحرب القانونية والتقاضي الإستراتيجيوفي هذا الجانب تشير الشبكة إلى وجود أكثر من 650 شركة محاماة أميركية تعنى بالمصلحة العامة، منها حوالي 10 شركات تشارك الشبكة الرأي نفسه.
" frameborder="0">
وتسعى الشبكة من هذا المشروع إلى استخدام المحاكم والإجراءات القانونية لـ"تحديد نقاط الضغط القانونية" و"محاسبة الجهات الفاعلة السيئة"، بما في ذلك وسائل الإعلام، وذلك بهدف شن "حروب قانونية على الخصوم".
المشروع الانتقالييهدف إلى تعيين الإدارة القادمة للحزب الجمهوري وتوجيهها من اليوم الأول لتحقيق أهداف المحافظين بفعالية.
وتبرر الشبكة هذا المشروع بعدم "جدوى الفوز في الانتخابات بسبب عدم الاستعداد للحكم، ونقص الخبرة، وعدم استخدام السلطة فعليا لإحداث تغيير حقيقي وهادف".
الانتقادات
تُوجّه إلى شبكة "روكبريدج" العديد من الانتقادات الجوهرية التي تتمحور حول الشفافية، وتأثيرها على العملية الديمقراطية، وتضارب المصالح.
وفيما يلي أبرز الانتقادات التي وجّهت إلى الشبكة:
محدودية الشفافيةوجهت إلى الشبكة اتهامات بالعمل خارج الهياكل الرسمية لجمع التبرعات للحزب الجمهوري، وعدم الكشف عن هوية المانحين، فضلا عن إنفاق مبالغ ضخمة.
" frameborder="0">
تضارب المصالحأثيرت انتقادات ضد الشبكة بشأن تضارب المصالح فيها بسبب "سعيها للسيطرة على المؤسسات العامة لتحقيق منافع شخصية".
وقال ريتشارد بينتر أستاذ قانون الشركات بجامعة مينيسوتا إن "الاهتمام المتزايد بروكبريدج يوحي بوجود شبكة تضم أشخاصا يدفعون لقاء الوصول إلى مسؤولي الإدارة الأميركية أو عائلة ترامب".
الهيمنة على الحزب الجمهوريوجهت انتقادات إلى إستراتيجية "روكبريدج" وهدفها المتمثل في الهيمنة على الحزب الجمهوري واستبدال مؤسساته القائمة.
محاولة التأثير في السياسة الأميركيةوجهت اتهامات إلى الشبكة بالسعي إلى التأثير في السياسة الأميركية بشبكة متحكم بها مركزيا من المجموعات اليمينية.
ترهيب المعارضين والحد من حرية الصحافةواجهت الحركة اتهامات بترهيب المعارضين والحد من حرية الصحافة والنقد بعد طرحها مشروع "الحرب القانونية والتقاضي الإستراتيجي".
إعلان

0 تعليق