Published On 9/11/20259/11/2025
|آخر تحديث: 11:19 (توقيت مكة)آخر تحديث: 11:19 (توقيت مكة)
تضع أغلب القواقع بيضا، لكن أنواعا نادرة للغاية ينمو جنينها داخلها في سلوك يعرف باسم "الولادة الحية"، والذي عثر العلماء على ثاني دليل عليه من عالم الحفريات في دولة تايوان.
وسبق أن وثق العلماء في 2021 هذا السلوك شمال ميانمار، عندما عثروا على أحفورة من العصر الطباشيري المتأخر (99 مليون سنة تقريبا) لقوقعة أرضية تعيش في بيئات رطبة وغابات من فصيلة "السيكلوفورويدات"، وبداخلها 5 صغار محفوظين.
واليوم وبعد 4 سنوات، كان فريق من الأكاديمية الصينية وجامعة تايوان الوطنية، على موعد مع ثاني توثيق لهذا السلوك الأمومي النادر، يعود تاريخه إلى الحقبة المبكرة من العصر البليوسيني (نحو مليون عام)، ولكن هذه المرة مع قوقعة مياه عذبة من نوع "ساينوتايا كوادراتا" كانت تحتضن أيضا 5 صغار داخلها.
وعثر على هذا الاكتشاف الذي تم توثيقه في دورية "جيو‑ديفيرسيتاس" داخل "تكوين تانانوان"، شمال تايوان، واكتسب أهمية كبيرة، ليس فقط بسبب توثيقه لأحد أقدم مشاهد الأمومة في التاريخ، ولكن لأنه كان ضمن قواقع أخرى مكتشفة، تعد أول تجمع واضح ومفصل من البيئات العذبية العائدة للحقبة البليوسينية المبكرة في تايوان، حيث إن معظم سجل الأحافير الصدفية في تايوان بحري المنشأ.
كيف وصلت القواقع لتايوان؟
ويقول الدكتور تشين هسيانغ لين من الأكاديمية الصينية في بيان صحفي رسمي لمؤسسة "إس إم سي تايوان" التابعة لجامعة تايوان الوطنية إن "وجود قواقع المياه العذبة من تلك الحقبة في تايوان يشير إلى أن هناك جسرا بريا عبر مضيق تايوان خلال فترات الانحسار الجليدي قد سمح بانتقال هذه الأنواع بين القارة (شرق آسيا) وتايوان".
ويوضح أن "هذه الحفريات القديمة تقدم لمحة نادرة عن الحياة في المياه العذبة قبل أكثر من مليون سنة، وهو ما يشكل خط أساس مهم يمكن للعلماء من خلاله مقارنة النظم البيئية القديمة بما نراه اليوم".
إعلان
ويضيف "هذا الأمر له أهمية خاصة في ظل التهديدات الحالية التي تواجه التنوع البيولوجي في المياه العذبة، سواء من تدمير المواطن الطبيعية أو دخول أنواع غازية قد تغير توازن النظم البيئية، مما يجعل الحفاظ على هذه الموارد أكثر إلحاحا من أي وقت مضى".

0 تعليق