كشف مدير مركز "طقس العرب" التنفيذي، محمد الشاكر، لبرنامج "نبض البلد" على شاشة قناة "رؤيا"، عن الأسباب العلمية والمناخية المترابطة التي تقف وراء ضعف الموسم المطري الحالي وغياب الحالات الجوية الفعالة في المملكة.
وأوضح الشاكر أن هذه الظواهر ليست عرضية، بل هي نتيجة لعوامل كوكبية وإقليمية معقدة، في مقدمتها تغير مسار التيار النفاث وتطور ظاهرة "اللانينيا" الشهيرة.
أنماط عالمية تؤثر على شرق المتوسط:
تنبه الخبراء منذ بداية الموسم لتغيرات غريبة في أنماط الطقس الإقليمية، وهو ما عزي إلى تأثير عدد من الظواهر الطبيعية.
وأكد الشاكر أن التباين الواضح في الأمطار بين شمال أفريقيا وجنوب أوروبا من جهة وبين شرق المتوسط من جهة أخرى، يشير بشكل واضح إلى اختلال في آليات التحول الجوي التي اعتادتها المنطقة.
ويأتي هذا التحليل ليضع سلوك الشتاء الحالي في إطاره العلمي الأوسع.
ثلاثة أسباب علمية لضعف الموسم:
عزا الشاكر ضعف الهطول إلى ثلاثة عوامل رئيسية وجدتها دراسات "طقس العرب":
تعرج التيار النفاث القطبي: أدى حدوث تعرج كبير في مسار التيار النفاث القطبي نحو جنوب القارة الأوروبية إلى تمركز المنخفضات الجوية هناك، مع أمطار غزيرة وثلوج كثيفة.
وفي المقابل، تدفعت المرتفعات الجوية القوية نحو شرق البحر المتوسط والمملكة، مانعة وصول الأنظمة الماطرة بفعالية.
تطور ظاهرة "اللانينيا": يعود السبب الثاني إلى تطور ظاهرة الللانينيا في المحيط الهادئ، وهي حالة تبريد لمياه المنطقة الاستوائية.
وقد انعكس ذلك على المنطقة بشكل واضح عبر اشتداد المرتفعات الجوية التي تعمل كحاجز يمنع تقدم المنخفضات نحو الأردن.
تبريد غير مسبوق لمياه بحر العرب: أكد الشاكر أن السبب الثالث هو حدوث أقوى حالة تبريد في مياه بحر العرب منذ عام 1998.
وهذا التبريد النادر، الناتج عن تغيرات في أنماط الرياح، يؤثر على مناخ شبه الجزيرة العربية، مما يضعف أداء الموسم الخريفي الذي يعتمد على حرارة مياه البحر كمصدر رئيسي للرطوبة الجوية.
يقدم تحليل محمد الشاكر صورة علمية شاملة لأسباب الجفاف الحالي، مؤكدا أن الأمر يتعدى العوامل المحلية ليربط المنطقة بتغيرات كوكبية عميقة.
ويستدعي هذا الكشوف إعادة النظر في الاستراتيجيات المائية والزراعية للتكيف مع مناخ متزايد التعقيد وعدم اليقين، خاصة في ظل التأثير المجتمع لتبريد البحار وتحول أنظمة الرياح العالمية.

0 تعليق