Published On 5/11/20255/11/2025
|آخر تحديث: 22:23 (توقيت مكة)آخر تحديث: 22:23 (توقيت مكة)
تواجه المبادرة الأميركية لوقف الحرب في السودان اختبارا معقدا بين تصلب المواقف الميدانية لطرفي النزاع وتضارب الرؤى السياسية، في وقت تؤكد واشنطن أنها تعمل مع شركائها الإقليميين لانتزاع هدنة إنسانية تعيد تحريك مسار الحل السياسي المتعثر.
وفي هذا الإطار، قال الأكاديمي والباحث السياسي السوداني الرشيد محمد إبراهيم إن بيان الجيش السوداني يعكس تمسكه بمسار "السلام وفق الرؤية السودانية" واشتراطه تحقيق العدالة قبل أي وقف لإطلاق النار.
ووفق حديث إبراهيم لبرنامج "ما وراء الخبر"، فإن مجلس الدفاع السوداني رحّب بالمبادرة الأميركية "لكن لا سلام يُفرض من الخارج، ولا سلام دون عدالة ولا مصالحة دون محاسبة".
كما أن موقف الجيش "ينطلق من تفويض شعبي للدفاع عن الدولة"، لافتا إلى أن قرارات الاستنفار "مبررة في ظل هجمات مليشيا الدعم السريع"، معربا عن قناعته بأن أي هدنة "لن تُقبل إلا وفق الرؤية السودانية وانسحاب المليشيا من منازل المدنيين والمدن".
وكان البيت الأبيض قد أكد أن واشنطن تعمل بالتعاون مع شركاء عرب للتوصل إلى تسوية سلمية توقف الحرب، رغم الواقع الميداني المعقد للغاية في السودان.
لكن مجلس الدفاع السوداني والقوة المشتركة المتحالفة معه أعلنا رفضهما "أي تسوية تساوي بين الدولة وقوات الدعم السريع"، مؤكدين التمسك بالقتال حتى الانتصار.
موقف الدعم السريع
في المقابل، أكد الصحفي والمحلل السياسي حافظ كبير أن موقف قوات الدعم السريع "ثابت منذ بداية الحرب"، وأنها "تقبل بأي هدنة إنسانية أو اتفاق سلام يحقن دماء السودانيين ويخفف معاناتهم".
وحسب توصيف كبير، فإن الجيش السوداني هو الطرف "الذي يوقع في السر ويخرق في العلن"، متهما ما سماها "كتائب الإسلاميين المتحالفة معه" بعرقلة المسار السياسي والتركيز على الحرب وآثارها.
ورأى كبير أن التطورات الميدانية في دارفور "طبيعية في ظل القصف بالطائرات المسيّرة والبراميل المتفجرة" على حد قوله، مؤكدا أن الدعم السريع "تسعى لتأسيس مؤسسات مدنية وإدارة محلية في المناطق التي تسيطر عليها"، نافيا أن يقود ذلك إلى تقسيم البلاد.
إعلان
ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/نيسان 2023 حربا أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ولجوء نحو 15 مليونا بحسب الأمم المتحدة والسلطات المحلية، في حين قدّرت دراسة أعدتها جامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.
فرص النجاح
أما من واشنطن، فرأى المسؤول السابق بالخارجية الأميركية توماس واريك أن فرص نجاح المبعوث الأميركي لشؤون أفريقيا مسعد بولس "مرهونة بقدرته على إقناع الدول الداعمة للطرفين بوقف تمويل الحرب".
ويستند واريك في حديثه إلى أن "كلا الجانبين في السودان غير قادر على الحسم العسكري ميدانيا"، مشيرا إلى أن استمرار الدعم الخارجي سيُبقي الحرب دائرة.
ويؤكد واريك أن الهدف الأميركي الحالي هو "انتزاع هدنة مؤقتة لوقف القتال وتخفيف المعاناة الإنسانية"، لكنه يقر بأن "التوازن العسكري وتعدد القوى المحلية يجعل الوصول إلى اتفاق دائم مهمة شديدة التعقيد".
وفي غياب مؤشر واضح على مسار تسوية سلمية، دعت الأمم المتحدة على لسان أمينها العام أنطونيو غوتيريش، إلى فرض ضغوط قوية لوقف الحرب، مشيرا إلى أن الوضع في السودان خرج عن السيطرة وأن أطرافا خارجية تواصل تزويد الجانبين بالسلاح.

0 تعليق