يثير اختراع صيني يوصف بـ "الذهب الصافي الصلب" جدلا واسعا في الأسواق العالمية. فبينما يخشى البعض أن ينسف هذا الذهب "المصنع" سوق الذهب العالمي والبنوك المركزية، يؤكد خبراء أن هذا اللغط أكبر من الحقيقة وأن التأثير على السعر العالمي منعدم.
(حقيقة الاختراع):
ساد الاعتقاد بأن الصين نجحت في "خلق" ذهب في المختبر من مواد خام، مما يفقده عامل "الندرة" ويحوله إلى معدن رخيص. لكن التحليل المتخصص يوضح أن براءة الاختراع الصينية ليست "خلقا" للذهب، بل "معالجة" له.
المشكلة التي تم حلها هي أن الذهب الصافي (عيار 24 قيراطا) هو معدن طري جدا بطبيعته، ولا يمكن استخدامه لصناعة الحلي لأنه يخدش ويتلف بسهولة.
التقنية الصينية الجديدة نجحت في حل هذه المشكلة عبر إضافة "نسبة بسيطة جدا من مواد كيميائية" تجعل الذهب الصافي صلبا جدا (أصلب 4 مرات) ومقاوما للخدش، مع الحفاظ على نقائه (عيار 24).
تعليق الخبراء:
يستبعد متخصصون، مثل الباحث يحيى السيد عمر، أي تأثير للاختراع الصيني على مسار سوق الذهب والعملات العالمية. ويوضح السيد عمر أن "الصين ما غيرت سوق الذهب، لكنها غيرت طريقة اللعب باستخداماته".
ويضيف الخبير أنه لو تم بالفعل صناعة ذهب من مواد خام، "سيتغير شكل النظام العالمي بالكامل، وأول شيء قد يحدث هو أن الذهب سيفقد قيمته"، لكن هذا لم يحدث. ما حدث هو مجرد معالجة للذهب الموجود أصلا.
التوقعات المستقبلية:
من المتوقع أن يؤدي هذا الاختراع إلى ظهور فئة جديدة من المجوهرات في الأسواق العالمية: حلي (أساور وخواتم) مصنوعة من الذهب الصافي عيار 24 قيراطا، تتميز بصلابة عالية وبريق دائم.
ومع ذلك، يجمع الخبراء على أن هذا التطور، رغم أهميته الصناعية في قطاع المجوهرات، لن يؤثر على السعر العالمي لأونصة الذهب. فقيمة الذهب مرتبطة بـ "ندرته" وكمياته المستخرجة من المناجم، وهذه العوامل لم تتغير، وبالتالي ستحافظ البنوك المركزية والمستثمرون على الذهب كمخزون آمن للقيمة.

0 تعليق