أكد نقيب أصحاب محال المجوهرات في الأردن، ربحي علان، في تصريح خاص لـ"أخبار رؤيا"، أن الطلب على الذهب في السوق المحلي يشهد تراجعا واضحا منذ مطلع العام، سواء للادخار أو لشراء المصاغ الذهبي، مرجعا ذلك إلى تراجع القدرة الشرائية للمستهلكين وارتفاع الأسعار مقارنة بالدخل.
وقال علان إن "الطلب ضعيف على مختلف الأصناف الذهبية، سواء الحلي والمجوهرات أو السبائك والليرات"، مضيفا أن جانب العرض أيضا يشهد تباطؤا ملحوظا، ما أدى إلى حالة ركود في التداولات اليومية داخل الأسواق.
وأشار إلى أن حركة البيع والشراء خلال الأسابيع الأخيرة "لم تشهد أي نشاط يذكر"، رغم استقرار الأسعار نسبيا.
استقرار الأسعار العالمية عند مستوى مرتفع
وأوضح علان أن أسعار الذهب عالميا أغلقت تداولات يوم الجمعة عند مستوى 4000 دولار للأونصة، بعد أسبوع من التذبذب المحدود تأثرا بتصريحات البنك الفيدرالي الأمريكي حول مستقبل السياسة النقدية.
وأضاف أن هذا السعر يعتبر من المستويات المرتفعة تاريخيا، ما يبقي شهية المستثمرين العالميين متأرجحة بين الشراء الحذر وجني الأرباح.
وبين أن أسعار الذهب في السوق المحلي ما تزال مستقرة منذ نحو أسبوعين، إذ لم تسجل تغيرات كبيرة على الرغم من تقلبات الأسعار العالمية الطفيفة، نتيجة التوازن بين العرض والطلب داخل السوق الأردني.
أسعار الليرات الذهبية في الأردن اليوم (السبت 1 نوفمبر 2025)
الليرة الإنجليزية: 650 دينارا
الليرة الرشادي: 570 دينارا
وأشار علان إلى أن الأسعار المحلية تتأثر بشكل مباشر بسعر الأونصة العالمي وسعر صرف الدينار مقابل الدولار، موضحا أن أي تغير في هذين العاملين ينعكس فورا على السوق المحلي.
تراجع الطلب على الادخار والمصاغ
وأضاف نقيب الصاغة أن الإقبال على شراء الذهب بغرض الادخار أو الاستثمار شهد تراجعا كبيرا منذ منتصف العام، مشيرا إلى أن الأردنيين باتوا أكثر ميلا للاحتفاظ بالسيولة النقدية أو التوجه نحو أدوات مالية أخرى.
وأوضح أن مبيعات المصاغ الذهبي تراجعت كذلك، رغم دخول موسم الأعراس في بعض الفترات، مشيرا إلى أن أغلب عمليات الشراء باتت تقتصر على القطع الصغيرة والخفيفة الوزن بسبب ارتفاع الأسعار.
ترقب عالمي لخفض الفائدة الأمريكية
وحول توقعات الأسواق العالمية خلال الفترة المقبلة، أشار علان إلى أن المستثمرين في حالة ترقب لبيانات اقتصادية جديدة من الولايات المتحدة، والتي من المتوقع أن تؤثر على قرار البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن خفض أسعار الفائدة للمرة الثالثة هذا العام.
وأوضح أن أي خفض جديد في الفائدة من شأنه أن يدعم أسعار الذهب عالميا، لأن انخفاض العائد على الدولار يجعل المعدن النفيس أكثر جاذبية للمستثمرين كأداة تحوط. في المقابل، فإن تثبيت الفائدة أو الإشارة إلى تشديد السياسة النقدية قد يدفع الأسعار للتراجع مؤقتا.
نظرة مستقبلية للسوق المحلي
وختم علان تصريحه بالقول إن السوق المحلي سيبقى متأثرا مباشرة بحركة الأسعار العالمية، لكنه يتوقع أن يستمر الركود في الطلب طالما لم يحدث تغيير في مستويات الدخل المحلي أو تراجع ملموس في الأسعار.
وأشار إلى أن الأسواق الأردنية عادة ما تنشط في نهاية العام مع موسم الهدايا والمناسبات، متوقعا أن يشهد شهر ديسمبر تحسنا نسبيا في حركة الشراء إذا استقرت الأسعار عند مستوياتها الحالية دون مزيد من الارتفاع.
وبحسب نقيب الصاغة، فإن استقرار الأونصة عند مستوى 4000 دولار، وهدوء حركة الدولار في الأسواق العالمية، يمنح السوق المحلي فترة من الثبات النسبي، لكنها تبقى "مرحلة ترقب حذر" بانتظار قرار الفيدرالي الأمريكي المقبل.

0 تعليق