عاجل

أسعار الذهب تسجل ارتفاعاً طفيفاً ويتداول عند 3,937 دولاراً ترقباً لنتائج قمة ترمب-شي - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
استوعبت الأسواق هذا الخفض المتوقع إلى حد كبير، لكنه نجح في تقديم "أرضية صلبة" تمنع الذهب من الانهيار

شهدت أسعار العقود الفورية للذهب تداولات حذرة ومتماسكة خلال الساعات الأولى من صباح الخميس، في جلسة اتسمت بالترقب الشديد. 

ويأتي هذا الأداء في وقت يحاول فيه المستثمرون موازنة عاملين رئيسيين: الأول هو استيعاب قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الأربعاء بخفض أسعار الفائدة للمرة الثانية على التوالي، والثاني هو الترقب "عالي المخاطر" للنتائج المرتقبة من القمة الحاسمة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترمب والرئيس الصيني شي جين بينغ.

هذا التضارب بين التيسير النقدي (الداعم للذهب) وآمال انفراج الأزمة التجارية (الضاغط على الذهب) أبقى الأسعار في نطاق متقلب، حيث تحاول تحديد اتجاهها التالي.

هضم قرار الفيدرالي (الداعم المباشر)

يعمل سوق الذهب حاليا في ظل الآثار المباشرة لقرار الفيدرالي الأمريكي يوم أمس (الأربعاء 29 أكتوبر 2025).

فكما كان متوقعا على نطاق واسع، أقر البنك المركزي الأمريكي خفضا جديدا لسعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس.

ويعد هذا الخفض، الذي جاء استجابة لبيانات سوق العمل الضعيفة وتأثيرات الإغلاق الحكومي الأمريكي، بمثابة "الداعم الأساسي" لأسعار الذهب.


 فمن الناحية النظرية، يؤدي خفض أسعار الفائدة إلى:

إضعاف الدولار الأمريكي: مما يجعل الذهب (المسعر بالدولار) أرخص للمشترين من حاملي العملات الأخرى.

خفض تكلفة الفرصة البديلة: حيث يصبح الاحتفاظ بالذهب (الأصل الذي لا يدر عائدا) أكثر جاذبية مقارنة بالسندات الحكومية التي تقدم عوائد منخفضة.

لقد استوعبت الأسواق هذا الخفض المتوقع إلى حد كبير، لكنه نجح في تقديم "أرضية صلبة" تمنع الذهب من الانهيار، وهو ما يفسر التماسك الحالي في الأسعار.

الترقب الحذر لقمة "ترمب - شي" (العامل المجهول)

إذا كان قرار الفيدرالي هو "الأرضية"، فإن قمة "ترمب-شي" هي "السقف" الذي يحدد الاتجاه. إن الحذر الواضح في الأسواق يعود بالكامل إلى عدم اليقين المحيط بهذه القمة التجارية.

السيناريو السلبي للذهب (الإيجابي للأسواق): إذا أسفر الاجتماع عن "تهدئة" حقيقية للحرب التجارية، أو إلغاء للتعريفات الجمركية، فإن شهية المخاطرة لدى المستثمرين سترتفع بشكل حاد.

في هذا السيناريو، ستتدفق الأموال نحو أسواق الأسهم والعملات الخطرة، بينما سيتعرض الذهب (بصفته ملاذا آمنا) لضغوط بيع قوية.

السيناريو الإيجابي للذهب (السلبي للأسواق): إذا فشل الاجتماع، أو خرج الزعيمان بتصريحات متشددة، أو استمرت الخلافات حول ملفات شائكة (مثل تايوان)، فإن ذلك سيعيد "عزوف المخاطرة" إلى الأسواق. في هذا السيناريو، سيهرع المستثمرون مجددا إلى الملاذات الآمنة، وعلى رأسها الذهب، مما قد يدفعه لتسجيل ارتفاعات قوية.

إن حالة "الشلل" الحالية في الأسعار هي تجسيد لهذا الترقب، حيث يرفض كبار التجار اتخاذ مراكز كبيرة قبل اتضاح الرؤية الجيوسياسية.

قراءة الأرقام (انعكاس التذبذب)

تظهر بيانات الأسعار الحية (FX) هذا التماسك الحذر بوضوح.

سجلت أسعار الذهب الفورية المستويات التالية:

السعر الحالي: 3,937.55 دولارا للأونصة.

التغير اليومي: ارتفاع طفيف بمقدار 6.94 دولارات، أو ما يعادل +0.18%.

المدى اليومي: وهو المؤشر الأهم، حيث تراوحت الأسعار بين 3,917.57 دولارا كحد أدنى، و 3,966.52 دولارا كحد أقصى.

إن هذا "المدى اليومي" الواسع، الذي يقترب من 50 دولارا، يكشف عن معركة حقيقية بين المشترين والبائعين. فكلما انخفض السعر نحو 3,917 دولارا (مدعوما بخفض الفيدرالي)، تدخلت قوى شرائية.

وكلما ارتفع السعر نحو 3,966 دولارا (تحسبا لفشل القمة)، تدخلت قوى بيعية لجني الأرباح (تحسبا لنجاح القمة).

إن الارتفاع الطفيف بنسبة +0.18% لا يعني اتجاها صاعدا، بل يعني أن السوق "يميل" قليلا نحو الأمان، ربما بسبب التصريحات السابقة لترمب التي قللت من سقف التوقعات حول الاتفاق التجاري.

يعيش الذهب حاليا في "عين العاصفة" بين حدثين كبيرين. 

قرار الفيدرالي بخفض الفائدة وضع حدا أدنى سعريا ومنع الانهيار. 

لكن القوة الدافعة التالية، صعودا أو هبوطا، لن تأتي من السياسة النقدية التي أصبحت معلومة، بل ستأتي حصرا من عناوين الأخبار القادمة من قمة "ترمب-شي".

المستويات الفنية الرئيسية للمراقبة في الساعات القادمة هي اختراق الحد الأعلى للمدى اليومي (3,966.52 دولارا) كإشارة على خيبة الأمل من القمة، أو كسر الحد الأدنى (3,917.57 دولارا) كإشارة على الارتياح والتوصل لاتفاق تجاري.

0 تعليق