عاجل

انخفاض حاد لأسعار الذهب العالمي يسبق قرار الفيدرالي والخبراء يحذرون من فقاعة العوام - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
لخص المستشار المالي رأيه، ناصحا بالحذر الشديد من السوق في اللحظة التي يرى فيها الجميع فرصة

في تكرار لافت لما حدث في "جنون التوليب" الهولندي في القرن السابع عشر وفقاعة "الإنترنت" لاحقا، يبدو أن التاريخ يعيد نفسه في الأسواق المالية مدفوعا بثابت واحد: "الطمع البشري".

فكما كانت بصلة التوليب تباع بثمن قصر، أصبح "الهوس" بالذهب والفضة مؤخرا حديث العامة، وهو مؤشر كلاسيكي، بحسب الخبراء، على قرب انفجار الفقاعة، حيث لا يدرك الناس أنهم عاشوا الوهم "إلا عندما تنفجر"، كما قال جورج ساروس.

شهدت أسواق المعادن الثمينة هزة قوية مؤخرا، حيث تراجعت أسعار الذهب، وهوت الفضة بشكل مهول من مستوى 52 دولارا إلى 42 دولارا للأونصة. 


ورغم أن بعض التحليلات السطحية ربطت هذا الانخفاض ببوادر انفراج في الصراع التجاري بين الصين والولايات المتحدة، مما يعزز شهية المخاطرة لدى المستثمرين بالتوجه نحو الأسهم والعملات الرقمية، إلا أن خبراء يرون القصة من زاوية مختلفة تماما.

يأتي هذا التراجع في توقيت حاسم، قبيل ساعات من اجتماع الفيدرالي الأمريكي (البنك المركزي) ومؤتمر جيروم باول، وسط ترجيحات قوية بـ "خفض الفائدة" الأمريكية.

هذا الخفض، الذي تدعمه مؤشرات استقرار النمو الاقتصادي وتراجع طفيف في التضخم (من 2.5% إلى 2.4%)، من شأنه نظريا أن يدعم الأسواق ويضعف الدولار، وهو ما يفترض أن يكون إيجابيا للذهب.

ما وراء الهبوط.. الأسباب الحقيقية باقية

يرى التحليل المرفق أن الهبوط الحالي ليس ناجما عن هدوء التوترات التجارية، بل هو "هزة قوية ومفتعلة" لجني الأرباح من قبل "كبار المحافظ" الاستثمارية. 

والسبب الحقيقي وراء هذه الهزة هو رصدهم لحالة "هوس" كبير أصابت المستثمرين الأفراد (العوام) تجاه الذهب والفضة.

ويؤكد التحليل أن الأسباب الجوهرية التي دفعت الذهب للارتفاع أصلا ما زالت قائمة ولم تحل:

أزمة الدين الأمريكي: الذي بلغ رقما فلكيا عند 38 تريليون دولار.

مخاوف تهاوي قيمة الدولار: وهي مخاوف جوهرية لم تتبدد.

الأزمة السياسية الداخلية:

استمرار معاناة الولايات المتحدة من إغلاق جزئي بسبب فشل الكونغرس في تمرير ميزانية التمويل.

لهذا، ينظر إلى أي تصحيح سعري حالي على أنه فرصة محتملة "للتعزيز"، ولكن مع بدء التفكير الجدي في "آلية تخارج"، لأن القاعدة التاريخية تقول: "ما إن تصبح السلعة الاستثمارية هوسا، تصبح سيئة".

التحليل الفني وخارطة الطريق السعرية

"لا قيمة لرجل الاقتصاد دون الإحصائيات"، بناء على هذا المبدأ، يرسم التحليل الفني ملامح المرحلة القادمة للذهب:

السيناريو الهبوطي (التصحيح): وفقا لنموذج "DOW"، فإن كسر الذهب لمستوى 4000 دولار والإغلاق السعري تحته، يعني بداية موجة تصحيح واضحة تستهدف مستويات 3700 – 3800 دولار.

أهمية مستوى 3700$: يتركز "الفوليوم" (حجم التداول الأكبر) عند مستوى 3700 دولار، مما يجعله منطقة دعم قوية.

الفرصة الأخيرة: يعتبر هذا الهبوط المحتمل نحو (3700 – 3800 دولار) بمثابة "مركز شرائي شبه آمن وأخير" لاستهداف ما قد تكون المحطة الأخيرة في موجة صعود الذهب.

تقلبات متوقعة: يحذر التحليل من تقلبات عنيفة قادمة، مشيرا إلى أن الانحراف المعياري الحالي (250 دولارا) أقل من المتوقع، وقد تشهد السوق حركة تصل إلى 500 دولار في يوم واحد.

رأي المستشار المالي (الخلاصة):

"إن الهوس الذي أراه في العوام أو لدى من يستشيرني حول الخطط الاستثمارية في الذهب بدأ يخيفني شخصيا".

 بهذه الكلمات، لخص المستشار المالي رأيه، ناصحا بالحذر الشديد من السوق في اللحظة التي يرى فيها الجميع فرصة.

ويضيف: "الفرصة هي فرصة طالما لم يعرفها الجميع، وبمجرد أن عرفها الجميع، فهي أساسا انتهت"، مشيرا إلى أنه بدأ شخصيا بالتوجه نحو معادن أخرى كبدائل استثمارية بعيدا عن "هوس" الذهب الحالي.

0 تعليق