تراجع أسعار الفضة 1% مع جني الأرباح واستمرار الضغوط من قوة الدولار - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
الفضة تواصل التصحيح وتخسر 1%.. والأسواق عالقة بين هدوء الشرق الأوسط وتصاعد الحرب التجارية

بالأرقام (للعقود الفورية XAG/USD):

السعر الحالي: 48.100 دولار للأوقية.

التغير اليومي: -0.486 دولار (-1.00%).

المدى اليومي: 47.985 دولارا – 48.595 دولارا.

مدى 52 أسبوعا: 27.545 دولارا – 53.765 دولارا.

استمرار الضغوط البيعية على المعدن الأبيض، متأثرا بقوة الدولار وتلاشي "علاوة المخاطر" الجيوسياسية بعد اتفاق غزة، رغم الدعم الذي يتلقاه من تجدد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.

المقدمة: واصلت أسعار الفضة الفورية تراجعها في مستهل تداولات الأسبوع، لتخسر 1% من قيمتها وتستقر عند مستوى 48.100 دولار للأوقية.

ويأتي هذا الانخفاض كاستمرار لموجة "جني الأرباح" التي بدأت الأسبوع الماضي، بعد أن سجل المعدن الأبيض أعلى قمة تاريخية له عند 53.765 دولارا.

ويعيش سوق المعادن الثمينة حاليا حالة من "شد الحبل" بين عوامل متضاربة؛ ففي حين أدى نجاح "قمة شرم الشيخ للسلام" إلى هدوء نسبي في الشرق الأوسط، مما قلل الطلب على الملاذات الآمنة، عادت التوترات التجارية بين واشنطن وبكين لتلقي بظلالها على الأسواق.

تفاصيل الأداء السعري:

أظهرت شاشات التداول، بحلول الساعة 06:40 بتوقيت غرينتش، أن العقود الفورية للفضة (XAG/USD) تعاني من ضغوط بيعية، حيث تحركت في نطاق يومي ضيق نسبيا بين 47.985 دولارا و 48.595 دولارا.

ويأتي هذا الأداء كتأكيد على انتهاء موجة الصعود الحادة التي شهدتها الأسواق، وبدء مرحلة "تصحيح صحي" لإعادة اختبار مستويات الدعم.

العوامل الضاغطة على الأسعار (السلام وقوة الدولار): يرى المحللون أن السبب الرئيسي لبدء هذا التصحيح هو انخفاض حدة المخاطر الجيوسياسية، وهو أحد أكبر العوامل التي دعمت صعود الذهب والفضة.

فمع نجاح "قمة شرم الشيخ للسلام" التي رعاها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، والإعلان الرسمي عن إنهاء الحرب في قطاع غزة، بدأت "علاوة المخاطر" التي دفعت في أسعار المعادن الثمينة بالتلاشي، مما دفع المستثمرين إلى جني أرباحهم.

يضاف إلى ذلك، لا تزال الأسواق تستوعب التصريحات الحذرة التي أدلى بها رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، الأسبوع الماضي.

فقد أكد باول أن المعركة ضد التضخم لم تنته وأن خفض أسعار الفائدة قد لا يكون وشيكا.

هذه التصريحات أبقت على قوة الدولار الأمريكي، وبما أن المعادن مسعرة بالدولار، فإن قوة العملة الخضراء تجعلها أكثر تكلفة للمشترين حول العالم، وتزيد من جاذبية السندات التي تقدم عائدا، على عكس الفضة.


العوامل الداعمة للأسعار (التجارة والطلب الصناعي):

في المقابل، تجد أسعار الفضة دعما قويا يمنعها من الانهيار، نابعا من ملفات أخرى لا تقل أهمية.

فالتوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين عاد ليحتل صدارة المشهد، خاصة بعد تهديد الرئيس ترمب بفرض رسوم جمركية بنسبة 155% على البضائع الصينية إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق تجاري بحلول الأول من نوفمبر.

هذا التهديد أعاد المخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي، ودفع المستثمرين للعودة إلى الملاذات الآمنة.

كما أن استمرار الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة للأسبوع الثالث، وما يرافقه من مخاوف حول سقف الدين وتأثيره على النمو الاقتصادي، يساهم في تآكل الثقة بالعملات الورقية ويدعم المعادن الثمينة.

والأهم من ذلك، أن الفضة تتميز عن الذهب بكونها "معدنا صناعيا" حيويا.

فأكثر من نصف الطلب العالمي على الفضة يأتي من القطاع الصناعي، وخاصة في مجالات التكنولوجيا النظيفة، مثل صناعة الألواح الشمسية والسيارات الكهربائية، بالإضافة إلى دورها الحيوي في شبكات الجيل الخامس (5G).

هذا الطلب الصناعي المتزايد يوفر "أرضية صلبة" لأسعار الفضة، ويجعلها أقل تأثرا بالتقلبات النقدية مقارنة بالذهب.

يعيش سعر الفضة حاليا مرحلة تجميع قوى، حيث يوازن المستثمرون بين هدوء جبهة الشرق الأوسط، والمخاطر المتصاعدة على جبهة التجارة العالمية، وبين قوة الدولار الأمريكي والطلب الصناعي القوي.

وبينما يترقب المتداولون أي جديد بشأن المفاوضات التجارية بين واشنطن وبكين، أو أي بيانات اقتصادية أمريكية قد تؤثر على قرار الفيدرالي، تظل الفضة، "شقيقة الذهب الصغرى"، في قلب هذه المعركة، محافظة على مستويات سعرية مرتفعة تاريخيا، ومدعومة بتوقعات طويلة الأمد تشير إلى استمرار الطلب الصناعي وارتفاع مستويات الدين العالمية.

0 تعليق