الرمان فاكهة الجنة ودرع المناعة في الشتاء - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يُعدّ الرمان من أبرز فواكه الشتاء التي تُعرف بلقب "فاكهة الجنة"، لما يحتويه من عناصر غذائية ومركّبات طبيعية تمنح الجسم فوائد صحية متعددة. تمتزج في هذه الفاكهة نكهة لذيذة بفائدة طبية أثبتتها الأبحاث العلمية الحديثة، حتى غدت رمزا للخصوبة والنقاء في كثير من الثقافات.

تشير تقارير طبية حديثة صادرة إلى أن الرمان لم يعد مجرد فاكهة موسمية، بل أصبح غذاء متكاملا يسهم في تعزيز المناعة، والمساعدة على تحقيق التوازن الأيضي في الجسم، بفضل احتوائه على مضادات أكسدة قوية وعناصر غذائية فعالة تُسهم في دعم وظائف الجسم المختلفة والوقاية من الأمراض المزمنة.

الرمان من الفواكه منخفضة السعرات والدهون (فري بيك)

القيمة الغذائية للرمان

الرمان من الفواكه منخفضة السعرات والدهون، الغنية بالألياف والمعادن والفيتامينات. وتحتوي ثمرة متوسطة الحجم وفقًا لموقع "هيلث لاين" على نحو:

اقرأ أيضا

list of 2 items end of list
234 سعرة حرارية. 4.7 غرامات من البروتين. 11.3 غرامًا من الألياف. %32 من الاحتياج اليومي من فيتامين سي. %27 من الفولات. %13 من البوتاسيوم.

هذا المزيج يجعله غذاء مثاليا لفصل الشتاء، إذ يُسهم في تقوية المناعة، وتحسين الدورة الدموية، وتعويض الفيتامينات التي يفتقر إليها الجسم في الأجواء الباردة.

الرمان وصحة القلب

بحسب دراسة نُشرت في مجلة التغذية الإكلينيكية وأوردها موقع "هيلث لاين"، فإن عصير الرمان غنيّ بمركّبات البوليفينول التي تُحسّن تدفّق الدم وتُقلّل من تراكم الدهون في الشرايين.

كما أشارت دراسة في جامعة كاليفورنيا إلى أن تناول كوب من عصير الرمان يوميا لمدة شهرين خفّض ضغط الدم الانقباضي والانبساطي لدى المشاركين، وقلّل من أعراض الذبحة الصدرية.

هذه التأثيرات الوقائية جعلت الأطباء يعتبرونه "صديق القلب"، خاصة لمن يعانون من ارتفاع الكوليسترول أو التهابات الأوعية الدموية.

دعم الذاكرة وصحة الدماغ

تحتوي حبوب الرمان على مركّبات الإيلاجيتانين التي تتحول داخل الأمعاء إلى مركب يُعرف باسم "يوروليثين A"، وهو عنصر أظهرت دراسات صادرة عن المعاهد الوطنية للصحة (NIH) أنه يساهم في تقليل الالتهابات العصبية وحماية خلايا الدماغ من التلف التأكسدي.

إعلان

ويُعتقد أن تناول الرمان أو عصيره بانتظام قد يساعد في إبطاء التدهور المعرفي المرتبط بأمراض مثل ألزهايمر وباركنسون، بفضل تأثيره الوقائي على الخلايا العصبية وتحسين تدفق الدم إلى الدماغ.

تناول الرمان أو عصيره بانتظام قد يساعد في إبطاء التدهور المعرفي المرتبط بأمراض مثل ألزهايمر وباركنسون (فري بيك)

تأثير الرمان على سكر الدم

يحتوي الرمان على سكريات طبيعية سهلة الهضم، ما قد يؤدي إلى ارتفاع طفيف في مستوى الجلوكوز، لكن الألياف الموجودة في الحبوب تعمل على إبطاء هذا الامتصاص.

وتؤكد اختصاصية التغذية سامنثا كوكراين من جامعة أوهايو، أن تناول الرمان الكامل أفضل من العصير لأنه "يُحدث ارتفاعًا أبطأ وأقل في سكر الدم".

أما عصير الرمان، فبسبب افتقاره إلى الألياف، يسبب ارتفاعًا أسرع وأقوى، لذا يُنصح بتناوله باعتدال، خاصة لدى مرضى السكري.

مضاد طبيعي للالتهابات والميكروبات

يُعتبر الرمان أحد أقوى مضادات الالتهاب الطبيعية. فبحسب موقع "هيلث لاين"، تساعد مركباته النشطة مثل البونيكالاجين على تقليل مؤشرات الالتهاب في الجسم، مما يقي من أمراض مثل السكري والسرطان.

كما أثبتت دراسات أن مستخلص الرمان يُقلل نمو البكتيريا المسببة لرائحة الفم الكريهة وتسوس الأسنان، مما جعله مكوّنًا شائعًا في منتجات العناية بالفم.

فوائد الجهاز الهضمي

يعد الرمان غذاءً مثاليًا للأمعاء بفضل محتواه العالي من الألياف التي تغذي البكتيريا النافعة وتُحسّن عملية الهضم.

أظهرت أبحاث مخبرية أن مستخلص الرمان يمكن أن يعزز نمو الميكروبات المفيدة في الأمعاء، ما يدعم المناعة ويخفف من اضطرابات القولون العصبي.

الرمان للبشرة ومقاومة الشيخوخة

أشارت دراسة عام 2022 نشرتها "مجلة نيوترينتس" إلى أن مستخلص الرمان يُقلل من التجاعيد العميقة ويُحسّن من توازن الميكروبيوم الجلدي، كما يُخفّض إفراز الزيوت الزائدة ويُعزز إشراقة البشرة.

ويرجع ذلك إلى غناه بمضادات الأكسدة التي تحمي الخلايا من التلف الناتج عن التلوث وأشعة الشمس.

تناول حبوب الرمان أم العصير؟

تُظهر المقارنة بين الحبوب والعصير فروقًا واضحة في الفائدة:

الحبوب: تحتوي على الألياف، وتمنح شعورًا بالشبع، وتُساعد في ضبط السكر والدهون.

العصير: غني بمضادات الأكسدة، لكنه يخلو من الألياف، وقد يرفع سكر الدم بسرعة.

بالتالي، يُنصح بتناول الحبوب الطازجة كخيار يومي، والاكتفاء بالعصير باعتدال، خصوصًا لمن يرغبون في دعم القلب دون التأثير على السكر.

محاذير تناول الرمان

رغم فوائده العديدة، يجب الحذر في بعض الحالات:

مرضى السكري: يُفضل استشارة الطبيب لتحديد الكمية المناسبة.

الأدوية: قد يتداخل عصير الرمان مع أدوية ضغط الدم أو الكوليسترول، مثل أدوية الستاتين.

الحساسية: في حالات نادرة قد يسبب طفحا جلديا أو حكة.

الرمان فاكهة تجمع بين التراث والغذاء والعلاج. فبفضل مكوناته النشطة، يعد حليفا للقلب، ودرعا واقيا من الالتهابات، ومصدرا طبيعيا للجمال الداخلي والخارجي.

ويوصي خبراء التغذية بتناوله بانتظام، بمقدار نصف ثمرة إلى ثمرة يوميا، ضمن نظام غذائي متوازن، خصوصًا في فصل الشتاء حين يحتاج الجسم إلى دعم مناعي وغذاء غني بالمغذيات.

0 تعليق