عاجل

مانشستر سيتي يقتنص فوزاً ثميناً بثنائية نظيفة على فياريال - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
واصل مانشستر سيتي مسيرته القوية في دوري أبطال أوروبا

في لقاء حمل شعار الإصرار والسيطرة التكتيكية، نجح فريق مانشستر سيتي الإنجليزي في تحقيق فوز بالغ الأهمية على مضيفه فياريال الإسباني بنتيجة هدفين دون مقابل، مساء الثلاثاء ضمن مجريات الجولة الثالثة من دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا.


هذا الانتصار لم يضف ثلاث نقاط فحسب لسجل حامل اللقب، بل عزز مكانته كقوة مهيمنة في مجموعته، وأرسل رسالة تحذير لبقية المنافسين حول نوايا الفريق في الدفاع عن تاجه الأوروبي.

الشوط الأول: درس في السيطرة التكتيكية وفاعلية هالاند وسيلفا

دخل مانشستر سيتي المباراة بتركيز عالٍ، عاكساً الفلسفة المعتادة للمدرب العبقري بيب جوارديولا. فرضت كتيبة "السيتيزنز" سيطرتها المطلقة على منطقة وسط الملعب منذ اللحظات الأولى، محولة أرضية ملعب "لا سيراميكا" إلى مسرح لإيقاعهم الخاص من التمرير والتحرك الدائم.

كان الاستحواذ الإنجليزي ليس مجرد رقماً إحصائياً، بل كان أداة لفك شفرة دفاع فياريال المتكتل.

الترجمة العملية لهذا التفوق جاءت سريعاً في الدقيقة 17، حيث تمكن المهاجم النرويجي الفذ إرلينج هالاند من كسر جمود النتيجة.

الهدف الأول جاء نتيجة لضغط متواصل وتناقل دقيق للكرة، انتهى بكرة عرضية أو تمريرة داخل منطقة الجزاء.

هالاند، بذكائه المعهود في التمركز، كان حاضراً في المكان المناسب تماماً، ليتابع الكرة بتسديدة قوية ودقيقة، مؤكداً قيمته كأحد أبرز الهدافين في العالم. هدف هالاند المبكر أراح أعصاب الفريق وسمح له بالاستمرار في اللعب بذات الطريقة الهجومية.

لم يكتفِ رجال جوارديولا بهدف وحيد، واستمروا في البحث عن تعزيز النتيجة لضمان السيطرة التامة على اللقاء. وقبل نهاية الشوط الأول بخمس دقائق، وتحديداً في الدقيقة 40، نجح النجم البرتغالي بيرناردو سيلفا في مضاعفة النتيجة.

هذا الهدف حمل بصمات الإبداع من الجناح الشاب فيل فودين، الذي اخترق دفاع فياريال بتمريرة سحرية وضعت سيلفا في مواجهة مباشرة مع الحارس.

سيلفا، بهدوئه المعتاد وبراعته في الإنهاء، وضع الكرة في الشباك بثقة، مُنهياً آمال الفريق الإسباني في الحفاظ على النتيجة حتى الاستراحة. الهدف الثاني عزز تفوق السيتي بشكل كبير، وجعل المهمة أصعب بكثير على أصحاب الأرض.

الشوط الثاني: صمود دفاعي وتألق "دوناروما" يحسم اللقاء

مع انطلاق الشوط الثاني، حاول فياريال تعديل تكتيكه ومارس ضغطاً أعلى على لاعبي السيتي، باحثاً عن هدف يقلص الفارق ويعيد الروح إلى صفوفه. أظهر الفريق الإسباني بعض الإصرار ونجح في صناعة فرصتين خطيرتين كانتا كفيلتين بتغيير مجرى المباراة.

لكن محاولات فياريال اصطدمت بحائط دفاعي صلب يقظ، وبأداء بطولي من الحارس العملاق دوناروما.

الحارس الإيطالي، الذي يمثل نقطة قوة محورية في تشكيلة السيتي، تألق بشكل لافت، وأنقذ فرصاً محققة كانت ستمنح الفريق المضيف الأمل. وقوف دوناروما بالمرصاد في أكثر من لقطة حاسمة كان عاملاً فارقاً في الحفاظ على نظافة شباك حامل اللقب.

بدوره، أدرك جوارديولا أن الحفاظ على الأفضلية يتطلب ذكاءً تكتيكياً، فأجرى سلسلة من التغييرات.

هذه التغييرات لم تكن فقط لراحة بعض النجوم، بل كانت لزيادة الصلابة الدفاعية في وسط الملعب وإضافة عمق تكتيكي، ليمتص ضغط فياريال ويقتل إيقاع المباراة ببطء.

نجحت تغييرات المدرب الإسباني في تأمين النقاط الثلاث بشكل كامل، حيث تمكن الفريق من السيطرة على الدقائق الأخيرة بمهارة عالية دون تعريض مرماه لأي خطر حقيقي.

الأثر والنقاط: مانشستر سيتي يخطو بثبات نحو الإقصائيات

بهذا الانتصار المستحق، واصل مانشستر سيتي مسيرته القوية في دوري أبطال أوروبا، حيث رفع رصيده إلى 7 نقاط من أصل ثلاث مباريات، معززاً بذلك صدارته للمجموعة.

هذا الرصيد يضع الفريق الإنجليزي في وضع مثالي لضمان التأهل المبكر إلى دور الـ 16، ويمنحه أريحية كبيرة في التعامل مع المباريات المتبقية.

على الجانب الآخر، تجمد رصيد فياريال عند نقطة وحيدة بعد مرور ثلاث جولات، ليصبح موقفه في المجموعة حرجاً للغاية.

الفريق الإسباني مطالب بتحقيق انتصارات ضرورية في جولة الإياب إذا ما أراد الإبقاء على أي آمال في المنافسة على بطاقة التأهل أو حتى ضمان المركز المؤهل للدوري الأوروبي.

من المقرر أن يستقبل مانشستر سيتي ضيفه فياريال مرة أخرى في الجولة الرابعة على أرضية ملعبه "الاتحاد"، وستكون تلك المباراة حاسمة.

فوز السيتي سيضمن له التأهل رسمياً. أما فياريال، فسيجد نفسه أمام تحدٍ صعب لرد الاعتبار وانتزاع النقاط التي قد تكون طوق النجاة الأخير له في هذه النسخة من البطولة.

الأداء الذي قدمه السيتي في إسبانيا، بجمعه بين الفاعلية الهجومية والصلابة الدفاعية، يجعله المرشح الأبرز لاستمرار هيمنته على البطولة.

0 تعليق