بعد موجة صعود تاريخية دفعت الأسعار لمستويات غير مسبوقة، شهدت أسعار الذهب في السوق المحلية الأردنية هبوطاً حاداً اليوم الثلاثاء، متأثرة بعمليات جني أرباح عنيفة وتصحيح سعري في البورصات العالمية.
وأظهرت التسعيرة المسائية الصادرة عن النقابة العامة لأصحاب محلات تجارة وصياغة الحلي والمجوهرات تراجعاً كبيراً في أسعار كافة العيارات.
وفقاً للنشرة الصادرة عند الساعة 16:54 مساءً، تراجع سعر بيع غرام الذهب من عيار 21، الأكثر رغبة لدى الأردنيين، بشكل ملحوظ ليصل إلى 85.400 ديناراً، مقارنة بـ 88.400 ديناراً يوم أمس، بخسارة بلغت 3 دنانير للغرام الواحد. كما انخفض سعر شرائه من المواطنين إلى 82.000 ديناراً.
وشمل الهبوط بقية العيارات، حيث تراجع سعر بيع غرام الذهب من عيار 24 إلى 97.700 ديناراً (الشراء 94.700 دينار)، وهبط سعر بيع عيار 18 إلى 75.600 ديناراً (الشراء 70.000 دينار)، فيما بلغ سعر بيع عيار 14 نحو 57.400 ديناراً (الشراء 51.900 دينار).
وانعكس هذا التراجع على أسعار الليرات الذهبية المتداولة في السوق المحلية، حيث بلغ سعر بيع الليرة الإنجليزية (بوزن 8 غرامات من عيار 21) 688.20 ديناراً، وسعر بيع الليرة الرشادية (بوزن 7 غرامات من عيار 21) 602.80 ديناراً.
ويأتي هذا الهبوط المحلي الكبير متزامناً مع تراجعات حادة شهدتها أسعار الذهب عالمياً اليوم، حيث انخفض سعر الأونصة بأكثر من 4% في بعض الفترات، وذلك بفعل عمليات جني أرباح واسعة بعد أن سجل المعدن الأصفر قمم
تاريخية جديدة يوم أمس الإثنين، بالإضافة إلى ارتفاع طفيف في قيمة الدولار الأمريكي.
وشهدت أسعار الذهب العالمية سقوطاً حراً ومفاجئاً خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، حيث هوت بنسبة وصلت إلى 6% لتمحو مكاسب الأيام القليلة الماضية. ويأتي هذا الانهيار مدفوعاً بعمليات جني أرباح مكثفة من قبل المستثمرين بعد أن
سجل المعدن الأصفر قمة تاريخية جديدة يوم أمس، فيما أدى ارتفاع الدولار الأمريكي إلى زيادة الضغوط البيعية بشكل كبير.
تصحيح طبيعي بعد صعود "مبالغ فيه" يرى المحللون أن هذا الهبوط العنيف يمثل تصحيحاً طبيعياً بعد موجة الصعود القوية والمتواصلة التي دفعت الأسعار لمستويات قياسية. وقال نيتش شاه، خبير استراتيجيات السلع في مؤسسة
"ويسدوم تري"، إن أسعار الذهب "ما زالت مرشحة للارتفاع إلى مستويات أعلى، لكن سرعة الصعود الحالية مبالغ فيها بعض الشيء، ولذلك فإن كل قمة جديدة يصحبها تصحيح مؤقت".
وأوضح شاه أن الارتفاع القياسي الذي شهده الذهب (بنسبة 63% منذ بداية العام) كان مدفوعاً بمزيج قوي من العوامل الجيوسياسية والاقتصادية، ومشتريات البنوك المركزية، والطلب الاستثماري، وتوقعات خفض الفائدة الأمريكية.
الأنظار تتجه نحو بيانات التضخم الأمريكية يتركز اهتمام المستثمرين الآن على بيانات مؤشر أسعار المستهلكين (التضخم) في الولايات المتحدة، المقرر صدورها يوم الجمعة. ومن المتوقع أن تُظهر البيانات ارتفاعاً بنسبة 3.1% على
أساس سنوي خلال سبتمبر.
ويعتقد المحللون أن صدور البيانات ضمن التوقعات قد يعزز رهانات خفض الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي في اجتماعه الأسبوع المقبل، مما قد يوفر دعماً جديداً للذهب بعد انتهاء موجة التصحيح الحالية.
هل الهبوط فرصة للشراء؟ على الرغم من الهبوط الحاد، يرى بعض المحللين أن الاتجاه الصاعد للذهب لم ينته بعد. وقال جيوفاني ستاونوفو من بنك "يو بي إس" إن العديد من المستثمرين الذين فاتتهم موجة الصعود الأخيرة ينتظرون
فرصاً للشراء عند أي تراجع سعري، وهو ما قد يحد من الهبوط الحالي ويوفر دعماً للسوق.
هبوط جماعي للمعادن وارتفاع للدولار لم يقتصر الهبوط على الذهب، بل امتد ليشمل المعادن الثمينة الأخرى، حيث تراجعت الفضة الفورية بأكثر من 8.4% لتلامس 47.95 دولاراً للأونصة. ووفقاً لتقارير المتعاملين، ساهم تدفق
كميات إضافية من الفضة من الولايات المتحدة والصين إلى سوق لندن في تخفيف شح السيولة الذي كان يضغط على السوق مؤخراً.
وفي المقابل، ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.3% ، مما جعل المعادن المقومة به أكثر تكلفة لحائزي العملات الأخرى وزاد من الضغوط البيعية
0 تعليق