هبوط أسعار الذهب في أكبر تراجع منذ 12 عاماً - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

شهدت أسواق المعادن الثمينة خلال تعاملات الثلاثاء أكبر تراجع لها منذ سنوات، حيث سجل الذهب أكبر انخفاض في أكثر من 12 عامًا، بينما تكبدت الفضة أكبر خسارة منذ فبراير 2021. ويأتي هذا الهبوط الحاد في ظل موجة بيع واسعة النطاق أعقبت ارتفاعات قياسية متتالية خلال الأسابيع الماضية.

وفي التفاصيل، هبطت أسعار الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 6.3 بالمئة لتصل إلى 4,082.03 دولار للأونصة. فيما تراجعت أسعار الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 8.7 بالمئة لتسجل 47.89 دولار للأونصة.

لم يأتِ هذا الانهيار من فراغ، بل جاء كتصحيح عنيف لموجة صعود تاريخية. كانت "الارتفاعات القياسية المتتالية" التي سبقت هذا الهبوط مدفوعة بعامين من عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي الشديد. فمنذ اندلاع حرب غزة في أكتوبر 2023، والمواجهة العسكرية المباشرة بين إيران والاحتلال في يونيو 2025، لجأ المستثمرون والبنوك المركزية (خاصة في الشرق) إلى الملاذات الآمنة، وعلى رأسها الذهب.

هذا الطلب الهائل، مقترناً بحالة عدم اليقين الداخلي في الولايات المتحدة المتمثلة في الإغلاق الحكومي الأمريكي الحالي، خلق "فقاعة" سعرية دفعت المؤشرات الفنية إلى منطقة "التشبع الشرائي" القصوى، مما جعل الأسعار هشة وأي أخبار إيجابية قادرة على إثارة موجة بيع لجني الأرباح.

"العاصفة المثالية" التي ضغطت على المعادن

بحسب وكالة "بلومبرغ نيوز"، فقد تضافرت عدة عوامل في وقت واحد لتضغط بقوة على أسعار المعادن الثمينة، أبرزها:

تحسن المحادثات التجارية: أدى التقدم في المحادثات بين الصين والولايات المتحدة، والاقتراب من اجتماع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ الأسبوع المقبل، إلى تراجع الإقبال على الذهب والفضة كملاذ آمن.
قوة الدولار الأمريكي: أدى ارتفاع قوة الدولار الأمريكي إلى جعل الذهب والفضة أكثر تكلفة للمشترين حاملي العملات الأخرى.
عوامل فنية وموسمية: أظهرت مؤشرات القوة النسبية أن أسعار الذهب دخلت منطقة التشبع الشرائي بشكل كبير، بالتزامن مع انتهاء موسم الشراء الموسمي في الهند، أحد أكبر أسواق الذهب عالميًا.

الفضة تحت الضغط بعد صعود تاريخي

كانت الفضة، التي ارتفعت بنحو 80 بالمئة منذ بداية العام، الخاسر الأكبر. فبالإضافة إلى العوامل التي دعمت الذهب، كانت الفضة مدعومة بأزمة نقص حاد في المعروض المادي في سوق لندن. هذا النقص دفع المتداولين لشحن المعدن إلى العاصمة البريطانية، فيما سجلت مخازن شنغهاي أكبر سحب يومي منذ فبراير، وتراجعت المخزونات في نيويورك أيضاً. وعندما انعكس الاتجاه، كان هبوط الفضة أسرع وأعمق.


غياب البيانات يزيد المخاطر

قال أولي هانسن، استراتيجي السلع في بنك ساكسو، إن المتداولين كانوا قلقين بالفعل من حدوث تصحيح سعري. وأضاف: "التصحيحات تكشف دائمًا عن قوة السوق الحقيقية، وهذه المرة لن تكون مختلفة، إذ من المرجح أن يظل الطلب الأساسي داعمًا ويحد من أي تراجع كبير."

لكن ما زاد المخاطر هو أن الإغلاق الحكومي الأمريكي حرم المتداولين من تقرير لجنة تداول السلع الآجلة (CFTC)، الذي يكشف عن مراكز صناديق التحوط. هذا الغياب قد يدفع المضاربين لبناء مراكز غير متوازنة، مما يزيد من احتمالات التقلبات العنيفة، وهو ما شهدته عقود الخيارات التي سجلت أرقاماً قياسية الأسبوع الماضي.

يأتي هذا الهبوط الحاد بنسبة 6%، والذي محا مكاسب الأيام الأخيرة، كنتيجة مباشرة لعمليات جني أرباح واسعة بعد وصول الذهب لقمة تاريخية، وزاد من حدته ارتفاع الدولار. ويرى الخبراء، مثل نيتش شاه، أن هذا التراجع العنيف يُعد "تصحيحاً طبيعياً" لسوق شهد صعوداً "مبالغاً فيه"، مع بقاء التوقعات بارتفاع الأسعار مجدداً بعد انتهاء موجة البيع الحالية.

0 تعليق