ما بعد الهدنة في غزة.. تعرف إلى أبرز تحديات المراحل التالية لخطة ترمب - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
يجري وفد من حماس بقيادة خليل الحية محادثات مع المسؤولين المصريين منذ يوم السبت. سلمت حماس 13 جثماناً من أصل 28، وتقول إن صعوبات ميدانية تعيق العثور على البقية


بعد أيام من دخول اتفاق وقف إطلاق النار الهش حيز التنفيذ، كثفت الدول الوسيطة (الولايات المتحدة ومصر وقطر) جهودها الدبلوماسية لتثبيت المراحل الأولى من الاتفاق بين "إسرائيل" وحركة حماس، والأهم من ذلك، البدء في معالجة الملفات الشائكة والمعقدة التي تتضمنها المراحل التالية من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب المكونة من 20 نقطة، والتي سترسم مستقبل قطاع غزة المدمر.

ورغم تحقيق تقدم أولي تمثل في وقف القتال وتبادل الأسرى وزيادة المساعدات، إلا أن الطريق نحو سلام دائم لا يزال محفوفاً بالتحديات والخلافات الجوهرية حول قضايا مصيرية مثل نزع سلاح الفصائل، وشكل الحكم المستقبلي، وطبيعة القوة الدولية المقترحة.

ما هو وضع المحادثات الحالية؟

تشهد المنطقة حراكاً دبلوماسياً مكثفاً على عدة مستويات:

وفد حماس في القاهرة: يجري وفد من حماس بقيادة خليل الحية محادثات مع المسؤولين المصريين منذ يوم السبت.

مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون: يزور نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس "إسرائيل" اليوم الثلاثاء، بعد أن التقى المبعوثان ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمس. كما التقى مسؤولون مصريون بنتنياهو أيضاً. وتتركز هذه المحادثات حالياً على ضمان استمرار المرحلة الأولى وتجاوز العقبات التي ظهرت.


ما هي أبرز العقبات في المرحلة الأولى؟

على الرغم من التقدم، لا تزال المرحلة الأولى تواجه مشاكل وتحديات:

استمرار العنف: تتكرر الخروقات الأمنية، خاصة حول "الخط الأصفر" الذي يحدد منطقة الانسحاب الإسرائيلي الجزئي. وقد أدى هجوم في رفح يوم الأحد إلى مقتل جنديين إسرائيليين ورد إسرائيلي عنيف أسفر عن استشهاد 28 فلسطينياً.

ملف الجثامين: سلمت حماس 13 جثماناً من أصل 28، وتقول إن صعوبات ميدانية تعيق العثور على البقية. بينما تعتقد "إسرائيل" أن حماس تماطل في تسليم 5 جثامين إضافية على الأقل.

المساعدات: لا تزال كميات المساعدات غير كافية وفقاً للأمم المتحدة والفلسطينيين، رغم تسهيل "إسرائيل" دخول المزيد منها عبر معبرين.

معبر رفح: لم يتم إعادة فتحه بعد كما ينص الاتفاق.

سيطرة حماس: أعادت حماس تأكيد سيطرتها الأمنية في غزة، ونفذت عمليات ضد فصائل منافسة ومتعاونين، وهو ما أيده ترمب لكن الجيش الأمريكي طالب بوقفه.

ما هي الملفات الرئيسية قيد البحث للمراحل التالية؟

تعتبر المراحل التالية من خطة ترمب هي الأكثر تعقيداً، وتشمل ملفات جوهرية لم يتم حسمها بعد:

قوة الاستقرار الدولية:

الدور: يفترض أن تضمن الأمن في غزة.

التشكيل: لم يتم الاتفاق على الدول المشاركة (تجري محادثات مع إندونيسيا، الإمارات، مصر، قطر، تركيا، أذربيجان)، ولا على حجم القوة، تسلسلها القيادي، أو وضعها القانوني.

المشاركة الأمريكية: ستقتصر على 200 جندي كحد أقصى خارج قطاع غزة للدعم اللوجستي.

نزع سلاح حماس والفصائل:

مطلب أساسي: ترغب واشنطن وتل أبيب في أن يكون قطاع غزة منزوع السلاح.

موقف حماس: لم تقبل بذلك قط، وتقول إن الوسطاء لم يبدأوا رسمياً مناقشة الأمر معها.

مستقبل حكم غزة:

لجنة تكنوقراط: تقترح الخطة تشكيل لجنة انتقالية فلسطينية غير سياسية لإدارة غزة.

دور حماس: وافقت حماس مبدئياً على اللجنة، لكنها تقول إنه سيكون لها دور في الموافقة على تشكيلها، وترغب في بقاء موظفيها الحاليين.

موقف إسرائيل: ترفض أي دور لحماس في الحكم.

الإشراف الدولي ("مجلس السلام"):

الرئاسة: يقترح أن يرأسه ترمب.

التشكيل: لم يتم الاتفاق على عضويته (طُرح اسم توني بلير).

الانسحاب الإسرائيلي الكامل:

المراحل: لم يتم الاتفاق على مراحل الانسحاب التالية.

الشروط: سترتبط بتقييم "إسرائيل" للخطر الذي لا تزال حماس تشكله.

مطلب حماس: انسحاب كامل كشرط لإنهاء الحرب نهائياً.

إصلاح السلطة الفلسطينية:

الهدف: تدعو خطة ترمب لإصلاحها.

التفاصيل: لم يتضح بعد ما الذي سيتضمنه الإصلاح أو الدور المستقبلي للسلطة.

الدولة الفلسطينية:

الخطة: تلمح إلى أن وقف إطلاق النار قد يهيئ الظروف لمسار نحو تقرير المصير.

موقف نتنياهو: يرفض حتى الآن قبول قيام دولة فلسطينية.

تشير هذه الملفات المعقدة والمتشابكة إلى أن الطريق نحو تطبيق كامل لخطة ترمب وتحقيق سلام دائم في غزة لا يزال طويلاً ومليئاً بالعقبات الجوهرية التي تتطلب تنازلات كبيرة من جميع الأطراف.

0 تعليق