زامير يحذر: الحرب لم تنته في غزة والتحدي الأكبر في الضفة الغربية - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في تصريحات تعكس استمرار حالة التأهب العسكري رغم اتفاق وقف إطلاق النار الهش في غزة، حذر رئيس أركان جيش الاحتلال، إيال زامير، اليوم الثلاثاء، من أن "الحرب لم تنته". وأكد زامير أن هناك "تحديات كثيرة" لا تزال قائمة، وأن التركيز الأمني الآن ينتقل إلى التحدي في الضفة الغربية المحتلة.

جاء ذلك خلال مداولات لتقييم الوضع عقدها إيال زامير في مقر القيادة الوسطى للجيش، مشيراً إلى ضرورة الاستعداد لـ"تحولات مختلفة" ومواجهة أي محاولات لـ"عرقلة عملية الاستقرار".

 غليان الضفة وعملية الاستقرار

تأتي تصريحات زامير لتسلط الضوء على واقع أمني معقد. فبينما نجحت الجهود الدبلوماسية، التي قادتها الولايات المتحدة، في فرض اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة بعد عامين من الحرب المدمرة، ظلت الضفة الغربية في حالة غليان مستمر.

خلال العامين الماضيين، ورغم أن الأنظار كانت موجهة نحو غزة، نفذ جيش الاحتلال عمليات اقتحام شبه يومية في مدن ومخيمات الضفة، مما أدى إلى إضعاف ملحوظ للسلطة الفلسطينية وتصاعد قوة الجماعات المسلحة المحلية.

الآن، ومع بدء "عملية الاستقرار" التي يُفترض أن تعيد ترتيب الوضع الأمني كجزء من الاتفاق، تواجه هذه الخطة تحديات ضخمة. يرى مراقبون أن المؤسسة العسكرية للاحتلال تخشى أن يُنظر إلى وقف إطلاق النار في غزة على أنه "انتصار" للمقاومة، مما قد يلهم خلايا الضفة الغربية لتصعيد عملياتها. كما أن "الجهات الإرهابية" التي أشار إليها زامير، قد تكون فصائل فلسطينية ترفض الاتفاق السياسي برمته وتسعى لإفشاله عبر عمليات هجومية انطلاقاً من الضفة.


 "الحرب لم تنته.. والتركيز على الضفة"

شدد رئيس أركان الاحتلال على أن التركيز المكثف على الجبهة الجنوبية (غزة) خلال العامين الماضيين، والذي "لم يكن ممكناً بدون دفاع قوي في جميع الجبهات"، لا يعني انتهاء التهديدات.

وقال إيال زامير بوضوح: "الحرب لم تنته، ولا تزال هناك تحديات كثيرة في جميع المناطق وفي منطقة الضفة خصوصاً".

 استنفار لمواجهة "عرقلة الاستقرار"

اعتبر رئيس الأركان أن المنطقة تمر بفترة "تغيرات كبيرة، من شأنها أن تشهد تطورات"، مما يستدعي أعلى درجات اليقظة. وحذر من وجود "جهات إرهابية ستحاول عرقلة عملية الاستطار في المنطقة". ودعا زامير قواته إلى البقاء في "حالة استنفار مرتفعة مع حد أقصى في الجهوزية والمبادرة إلى هجوم ضدها".

خطط مستقبلية: تعزيز الضفة واستمرار الهجوم

كشف زامير عن خطط الجيش للمرحلة المقبلة، والتي تشمل تخفيف العبء عن قوات الاحتياط، وفي المقابل، تعزيز منطقة "يهودا والسامرة" (الضفة الغربية) بكتائب نظامية أخرى.

 الأهداف العملياتية في الضفة

أكد زامير على استمرار الأهداف العملياتية في التحدي في الضفة الغربية، وهي: "الحفاظ على الاستقرار ومحاربة الإرهاب الفلسطيني، وتعزيز الدفاع عن البلدات (المستوطنات)، والاستمرار في المبادرة لعمليات هجومية من أجل إحباط تهديدات أثناء تشكلها".

وتأتي هذه التصريحات لتؤكد أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة لا يعني بالنسبة للمؤسسة العسكرية للاحتلال نهاية المواجهة، وأن التركيز العملياتي قد ينتقل بشكل أكبر نحو الضفة الغربية في الفترة المقبلة.

جاء اتفاق وقف إطلاق النار الأخير، الذي دخل حيز التنفيذ في 13 أكتوبر/تشرين الأول، كنتيجة لعامين مدمرين من "حرب الإبادة" التي اندلعت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأسفرت عن كارثة إنسانية غير مسبوقة (أكثر من 68 ألف قتيل وتدمير 90% من البنية التحتية).

وقد تم التوصل إليه بعد ضغوط دبلوماسية مكثفة قادتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، إلى جانب الوسطاء الرئيسيين مصر وقطر وتركيا. وتضمنت "المرحلة الأولى" من الاتفاق وقفاً شاملاً لإطلاق النار، مقابل صفقة تبادل أفرجت بموجبها حركة حماس عن 20 من المحتجزين الأحياء لديها، بينما أطلق الاحتلال سراح نحو 2000 محتجز فلسطيني من سجونه، مع بدء عملية استعادة الجثامين.

0 تعليق