في مقابلة هامة مع شبكة "سي بي إس" (CBS)، حدد جاريد كوشنر، (الذي يُنظر إليه كأحد مهندسي السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط)، الشرط الأساسي لنجاح أي "خطة سلام" مستقبلية في قطاع غزة. وتكمن أهمية تصريحه في ربطه المباشر بين نجاح الخطة، وقدرة الاحتلال و"الشركاء الدوليين" على هندسة "بديل قابل للحياة" لحركة حماس.
خلال المقابلة، أوضح كوشنر رؤيته للمسار المطلوب، مشدداً على النقاط التالية:
الشرط الأساسي: أكد كوشنر أن "نجاح خطة السلام يعتمد على قدرة (قوات الاحتلال) والشركاء الدوليين على إيجاد بديل قابل للحياة". النتيجة المتوقعة: ربط كوشنر تحقيق الأمن للاحتلال مباشرةً بنجاح هذا "البديل"، قائلاً: "إذا نجحت (قوات الاحتلال) والشركاء في إيجاد بديل، فإن حماس ستفشل، ولن تشكل غزة تهديداً (للاحتلال)".تأتي هذه التصريحات في سياق جهود دبلوماسية مكثفة، يبدو أن فريق الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لا يزال يلعب دوراً فيها، لإيجاد صيغة لإدارة قطاع غزة بعد الحرب. وتواجه أي خطط مقترحة تحدياً معقداً، يتمثل فيمن سيحكم القطاع في "اليوم التالي"، وهو ما حاول كوشنر تقديم إجابة عليه.
تُبرز تصريحات كوشنر عدة أبعاد هامة في التفكير الاستراتيجي الأمريكي (المرتبط بفريق ترمب) تجاه غزة:
- تجاوز حماس: ترتكز الخطة بشكل واضح على فكرة أن لا سلام دائم بوجود حماس في السلطة. الهدف هو ليس فقط هزيمة الحركة عسكرياً، بل استبدالها إدارياً وسياسياً.
- المسؤولية المشتركة: يشدد كوشنر على أن هذه المهمة (إيجاد البديل) ليست مسؤولية الاحتلال وحده، بل تتطلب تدخلاً ودعماً قوياً من "الشركاء الدوليين"، في إشارة محتملة إلى دول إقليمية وعربية، لتقديم الدعم المالي والسياسي لهذا الكيان الجديد.
- الأمن أولاً: الهدف النهائي للخطة، كما عرضه كوشنر، هو ضمان أمن الاحتلال ("لن تشكل غزة تهديداً"). هذا يعني أن أي "بديل" مقترح سيتم تقييمه بناءً على قدرته على تحقيق هذا الهدف الأمني أولاً.
0 تعليق