عقد رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، اليوم الأربعاء، جلسة مباحثات ثنائية مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، في قصر الاتحادية بالقاهرة.
وتصدرت المباحثات تطورات الأوضاع الميدانية والسياسية في السودان، إلى جانب سبل تعزيز التعاون المشترك بين البلدين الجارين.
مباحثات مغلقة ووفد رفيع المستوى
وصل البرهان إلى القاهرة في زيارة رسمية غير معلنة المدة، يرافقه وفد رفيع المستوى يضم وزير الخارجية، محيي الدين سالم، ومدير المخابرات العامة، الفريق أحمد إبراهيم مفضل.
ووفقاً لوكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا)، تناولت المباحثات "مسار العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون في كافة المجالات"، بالإضافة إلى "تطورات الأوضاع في السودان وعدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك". وحتى ساعة متأخرة من بعد ظهر اليوم، لم يصدر بيان رسمي عن الرئاسة المصرية حول تفاصيل اللقاء.
تنسيق استراتيجي في وقت حاسم
تكتسب زيارة البرهان للقاهرة أهمية دبلوماسية وسياسية بالغة، كون مصر تمثل عمقاً استراتيجياً وحليفاً تاريخياً للجيش السوداني. ويُنظر إلى اللقاء على أنه خطوة محورية لتنسيق المواقف في ظل تعقيدات المشهد الميداني والسياسي. فمن ناحية، يسعى البرهان لحشد الدعم الإقليمي وتأكيد شرعيته في مواجهة "قوات الدعم السريع". ومن ناحية أخرى، تعتبر مصر استقرار السودان جزءاً لا يتجزأ من أمنها القومي، وتخشى من تداعيات انهيار الدولة أو تقسيمها على أمن حدودها الجنوبية وتدفق اللاجئين.
حرب مستمرة وجهود دبلوماسية متعثرة
تأتي هذه الزيارة في ظل استمرار الحرب الطاحنة في السودان، التي اندلعت في منتصف أبريل/نيسان 2023 بين الجيش السوداني بقيادة البرهان و"قوات الدعم السريع". وقد خلّفت الحرب، التي لم تفلح الوساطات الإقليمية والدولية في إيقافها، كارثة إنسانية مروعة، حيث أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد ما يقرب من 15 مليون شخص بين نزوح داخلي ولجوء، مما يضع ضغوطاً هائلة على دول الجوار، وفي مقدمتها مصر.
0 تعليق