عدم توفر المياه يؤخر عودة النازحين لشمال غزة - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 

كتب عيسى سعد الله:

 

اضطر آلاف النازحين ممن عادوا لمناطقهم المدمرة في محافظة شمال غزة للعودة الى أماكن نزوحهم بسبب انعدام أي اثر للمياه في المحافظة سواء للشرب او الاستخدام المنزلي.
فبعد نفاد مياه جلبوها معهم خلال رحلة عودتهم الشاقة من الجنوب الى شمال القطاع بعد توقف العدوان اضطر هؤلاء للعودة الى اثرهم.
ولم يستطع هؤلاء خلال الأربعة أيام الماضية من العثور على المياه للعودة لممارسة الحياة في هذه المناطق سواء عبر ترميم وتأهيل القليل من المنازل التي سلمت من مجزرة المنازل التي ارتكبتها قوات الاحتلال او من خلال إقامة مخيمات وخيام منفردة سينصبها المواطنون امام منازلهم او فيما تيسر من مساحات في مناطقهم.
ورغم استعانة وتوجه البعض من هؤلاء لمسؤولي البلديات واللجان المحلية إلا انهم لم يستطيعوا توفير المياه بسبب تدمير الاحتلال لآبار المياه والخطوط الناقلة وكذلك الآبار الصغيرة والغواطس وغيرها من مصادر المياه التي كانت متاحة قبل العدوان الأخير.
ولم تسلم المولدات الصغيرة التي كان يمتلكها أصحاب الآبار المنزلية من الدمار، ما حال دون تمكن هؤلاء من تشغيل آبارهم لتوفير بعض الاحتياجات الملحة من المياه للمواطنين العائدين كما هو الحال مع المواطن همام نعيم والذي انهمك منذ اللحظات الأولى لانسحاب قوات الاحتلال من جباليا في البحث عن مصدر للطاقة عبر توفير مولد كهربائي صغير او نظام طاقة شمسية لتشغيل بئر صغير في منزله المدمر جزئياً لإمداد بعض النازحين الذين عادوا للمنطقة بالحد الأدنى من المياه لتدبر أمورهم الحياتية اليومية.
ولم يستسلم نعيم للصعوبات الهائلة التي تواجهه وتواجه عدداً آخر من جيرانه الذين انضموا الى جهده في توفير المولد.
وقال نعيم لـ"الأيام" انه يبذل كل جهد لتشغيل البئر لتوفير المياه لعشرات العوائل التي ترغب بالعودة لمنازلهم المدمرة او لنصب خيام بالقرب من ركام منازلهم.
وطالب الجهات المسؤولة والمؤسسات بالمساهمة في حل ازمة نقص المياه القاتلة التي تواجه العائدين والمنكوبين في بلدة جباليا النزلة وباقي بلدات محافظة شمال غزة.
وأضطر المواطن مصطفى عزام للعودة الى منطقة نزوحه في وسط قطاع غزة لعدم تمكنه من توفير المياه.
وقال عزام لـ"الأيام" انه لا يمكن الصمود اكثر من أيام معدودة بدون مياه، معرباً عن خيبة امله من عدم توفر المياه رغم مرور خمسة أيام على توقف العدوان.
وأضاف انه لن يتمكن من العودة للمنطقة إلا اذا توفرت المياه بالحد الأدنى بما يمكنه من ممارسة حياته اليومية في منزله المدمر جزئياً.
من جانبه قال المواطن محمود السيد انه اضطر خلال عودته لمنزله بعد توقف العدوان الى السير على الاقدام لاكثر من ثلاثة كيلومترات لتوفير بعض لترات من المياه الصالحة للشرب.
واعتبر الآلية بالمميتة وغير المناسبة للعودة للسكن في منطقته المدمرة وسط جباليا.
وانتقد تباطؤ العمل الاغاثي والمؤسساتي في المنطقة رغم رغبة الكثير من سكانها في العودة اليها وإعادة الحياة لها رغم الدمار الهائل الذي لحق بها خلال فترة العدوان.
وقال السيد انه توقع ان تصله المياه بعد يومين من توقف العدوان على أبعد تقدير، ولكن ما حصل لا يوحي بأن المياه ستعود خلال أسبوع على الأقل الامر الذي يعني مغادرة الكثير من المواطنين المنطقة.
وتوجه السيد للبلدية والمؤسسات ببذل اقصى جهد ممكن لتوفير المياه لتعزيز صمود المواطنين وإعفائهم من دفع بدل ايجارات والعيش بعيداً عن منازلهم ومناطقهم في ظروف غاية في القسوة.
وينتظر عشرات آلاف النازحين توفر المياه للعودة الى منازلهم ولا يتوقفون عن السؤال حول موعد عودتها ليعودوا الى مناطقهم رغم عدم صلاحيتها للحياة.

 

0 تعليق