مصير المفقودين يؤرق العائدين إلى غزة - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 

كتب خليل الشيخ:


"فور مغادرة دبابات الاحتلال المنطقة توجهت برفقة بعض الأشخاص لتفقدها، فوجدنا جثثاً ملقاة بين الركام وأخرى يمكن التعرف عليها وأخرى مشوّهة قد لا يتم التعرف عليها"، هكذا قال الشاب وسام فضل (32 عاماً) من حي الصبرة في مدينة غزة، الذي اعتبر نفسه من أوائل المواطنين الذين زاروا المنطقة فور انسحاب قوات الاحتلال منها.
وأضاف: "بدا أن اصحاب هذه الجثامين من المدنيين الذين كانوا يحاولون النزوح إلا أنهم استشهدوا بشظايا المدرعات المفخخة أو الصواريخ التي أسقطتها الطائرات على البنايات والمنازل في حي الصبرة".
وذكرت مصادر محلية لـ"الأيام" أن مواطنين عثروا على جثث ورفات لشهداء كانت قد فقدت آثارهم سابقاً، مشيرة إلى أن هؤلاء استشهدوا قبل عدة أشهر، مشيرة إلى أن من بين هؤلاء من وُجدوا على شكل هياكل عظمية وجثث أخرى تحللت جزئياً، وأكدت أن جميعهم كانوا في عداد المفقودين.
وستبدأ أعمال البحث عن المفقودين فور إتمام انسحاب قوات الاحتلال من مناطق في قطاع غزة، وفق خطة الاتفاق على وقف الحرب، وضمن المناطق المسموح بدخولها، حسب الشاب ضياء أحد أفراد الدفاع المدني، الذي قال: "سنولي أهمية كبيرة للبحث عن مفقودين سجلت أسماؤهم ضمن كشوف وكانوا في مناطق توغل قوات الاحتلال فور الإبلاغ عن فقدانهم".
من جهتها، قالت الشابة إيناس (28 عاماً): "لن يرتاح لي بال حتى أعرف أين زوجي وإذا كان حياً أم ميتاً، سأواصل البحث عنه حتى أجد أي أثر يدل عليه".
وأضافت: "زوجي خرج من المنزل لجلب كيس طحين في الرابع من شهر أيار الماضي ولم يعد حتى اللحظة، ولم تصلني أية معلومة عنه، وبعدها بعدة أيام نزحت من منطقة الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة إلى هنا".
وتقيم إيناس برفقة طفليها في شارع البركة وسط مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة، دون أي معيل، وتمرّ بفترة فقر مدقع وحالة عوز شديد.
وتابعت: "إن شاءالله بنرجع لغزة وأول شي بدي أعمله سأبدأ بالبحث والتحري عن زوجي وعن مصيره".
ويقضي اتفاق وقف الحرب بالانسحاب الإسرائيلي إلى نحو نصف مساحة القطاع، لكن المواطنة إيناس لا تعلم إن كانت تستطيع الوصول إلى مكان سكنها في حي الزيتون الواقع عند الجهة الشرقية لطريق صلاح الدين أم لا.
وقالت: "أعتقد أنهم هدموا المنزل ولا يوجد بيت ولا مأوى وسأبحث عن زوجي وأسأل عنه المعارف والأقارب، وسأنشر صورته على العامة، لعلي أجد إجابة تدل على مكانه حياً أو ميتاً".
وذكر "المركز الفلسطيني للمفقودين والمخفيين قسراً" أن مرور عامين على الحرب التي انتهت بالانسحاب الجزئي من قطاع غزة، سيجعل العائلات تبحث عن مفقوديها بين الأنقاض والمقابر دون أية معلومات موثوقة، مبيناً أن تقديراته تشير إلى وجود بين ثمانية إلى تسعة آلاف مفقود.
وأوضح المركز أنه قد يكون هناك إخفاء قسري من قبل الاحتلال، في إشارة إلى اعتقال هؤلاء وعدم الإبلاغ عن ذلك أو قتلهم في جرائم جماعية، مؤكداً أن سياسات الاحتلال تظهر نمطاً ممنهجاً من الإخفاء والتعتيم، بهدف إدامة المعاناة، وإخفاء الأدلة على الجرائم.
ونشر المركز إحصائية حول التوزيع الجغرافي لهؤلاء المفقودين والمخفيين قسراً، مبيناً أن نحو 26% منهم من مدينة غزة، و17% من شمال القطاع، و9% من خان يونس، و7% من رفح، و18% غير محدد.
وطالب الأمم المتحدة بإنشاء هيئة دولية مستقلة للكشف عن مصير المفقودين والمخفيين قسراً، ومساعدة اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالكشف عن المقابر الجماعية التي أنشأتها قوات الاحتلال في مختلف أنحاء قطاع غزة.

 

0 تعليق